مسجد قيدان

يقع هذا المسجد في بني الطياربا لقرب من مدينة المحويت ويمكن الوصول إليه عبر طريق ترابي متفرع من الطريق الرئيس المرصوف بالإسفلت, والممتد من صنعاء إلى مدينة المحويت.

يشير النص التأسيسي المدون على جدران بيت الصلاة إلى إن (بازل أبن الليث أبن بازل) قد أمر ببنائه ,ولم يشر إلى سنة التأسيس, إلا أن الشواهد الأثرية والعناصر الزخرفية في هذا المسجد تؤكد نسبته إلى النصف الثاني من القرن السادس الهجري.

والمسجد صغير نسبياً , ومبني بمادة الحجر تغطيها طبقة من الملاط (قضاض), ويمكن الدخول إليه من بوابتين ,إحداهما في الجهة الجنوبية,والأخرى في الجهة الشمالية ,والمسجد كغيرة من المساجد اليمنية يتألف من صحن مكشوف يتقدمه بيت للصلاة (بنية) أبعادها (9×10م) تغطيها أربعة عشرة مصندقة متباينة الأحجام ,نفذت عليها بالألوان مجموعة من التصاميم الزخرفية لزخارف هندسية ونباتية وكتابات جمعت بين الخط الكوفي المورق وخط الثلث ,نفذتها ريشة فنان ذو حس مرهف ,ويد خبيرة في تنسيق الخطوط المتقنة ,وتوزيع الألوان المبهرة بعناية وجودة ,فضلاً عن الجهد الفني المبذول في ملائمة تصميمها وحساب نسبها وفق نسب ومقاييس المساحات التي تشغلها .

لقد عكست الزخارف مرحلة متطورة من مراحل الرقش العربي (الاربيسك), وتمثل الدرجة القصوى في مجال تصميم وتنفيذ هذا النوع من الزخارف ,ألتي اعتمدت على عناصر ومفردات محدده أمكن توظيفها فنياً وجمالياُ بصيغ تؤثر قدراً كبيراً من الحساسية الفنية ,والرهافة في انسجام العناصر المختلفة بالإضافة إلى التمكن التقني الذي استثمر لما للألوان من دلالات جمالية ومعاني عميقة توضح ما بلغة الفنان اليمني من الخبرة الواسعة والمقدرة الفائقة على التعبير عن جمالية الزخرفة في هذا العمل الفني الرائع.

إنه نتاج مدرسة الفن الزخرفي الإسلامي في اليمن