كنيسة اللاتين في القدس هي كنيسة تتبع الكنيسة الكاثوليكية الممثلة بشخص بابا الفاتيكان، يرأسها بطريرك يلقب ببطريرك القدس على اللاتين له السلطة الروحية على لاتين دولة إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن وقبرص، وهذه الكنيسة ليست كنيسة مستقلة عن الكنيسة الكاثوليكية الأوربية بل هي بالأحرى أشبه بأسقفية أو مطرانية يحظى رئيسها بلقب بطريرك على غرار بطريرك فينيسيا وبطريرك لشبونة وبطريرك شرقي الهند
لمحة تاريخية
في عام 1099 م سقطت القدس بيد الصليبيين، وأسسوا فيها ما عرف بمملكة أورشليم التي استمرت قرابة المئتي عام وتزامن تأسيس تلك المملكة مع تأسيس الصليبيين لبطريركية لاتينية كاثوليكية فيها، وبعد انقضاء أيام مملكة أورشليم الصليبية وفقدانهم للسيطرة على القدس لصالح المماليك عام 1291 م زالت أسباب وجود تلك البطريركية اللاتينية وانتهى حضورها في جميع نواحي بلاد الشام، ولكن الكنيسة الكاثوليكية استمرت بتنصيب رجال دين برتبة بطريرك أورشليم كمنصب فخري وكان مقر البطريرك في بازيليك سان لورينزو فوري لومورا في مدينة روما.
وخلال فترة وجود المملكة الصليبية في الأراضي المقدسة كانت البطريركية اللاتينية تُقسم إلى أربع مطرانيات أو أسقفيات كبرى، وكان روؤساءها يحملون لقب رئيس أساقفة وتلك الأسقفيات كانت :
أسقفية صور.
أسقفية قيصرية.
أسقفية الناصرة.
أسقفية البتراء.
وكان للبطريرك اللاتيني السلطة الروحية المباشرة على مدينة القدس ومحيطها (القبر المقدس – قبر المسيح – والمقدسات المحيطة به)، وعلى أساقفة اللد والرملة وبيت لحم وحبرون وغزة، وعلى الأديرة المنتشرة في الهيكل وفي جبل صهيون وفي جبل الزيتون.
البطريركية اللاتينية اليوم
عاد بطاركة القدس اللاتين إلى فلسطين عام 1847 م عندما أُقيم المطران جوزيف فاليرجا بطريركا للكنيسة اللاتينية في أورشليم، والبطريرك اليوم هو بمثابة أسقف لللاتين الكاثوليك المتواجدين في الأراضي المقدسة والأردن وقبرص، مقر البطريرك هو مدينة القدس القديمة ويتبع لها معهد كهنوتي انتقل إلى مدينة بيت جالا عام 1936 م، البطريرك العربي الأول لهذه الكنيسة هو ميشيل صباح بطريرك اللاتين الأول الذي يحمل الجنسية الفلسطينية والوجه المسيحي البارز على الساحة العربية والمعروف بمواقفه الوطنية وفي دفاعه عن حقوق واستقلال الشعب الفلسطيني، أما بطريركها الحالي فهو فؤاد طوال. كنيسة اللاتين هي عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط وهي اليوم كنيسة وطنية من كنائس العالم العربي تلعب دورا هاما بنقل وجهات النظر بين العالمين الإسلامي والغربي