كُنت قـدْ غزلتُ على إستحياء شيئاً من الحُروفِ و أنا الذي صََامَ قـَلَمِي سنيناً
ولا أعلم لمَ عَانَدنِي قَلمي في مُنتَـصفِ الطَرِيق أو يَزيد هذه المرة ..
طَلبت منه أن يُبْحرَ حسب خَارِطَتِي و يَرسُو في آخرِ موانئه ويلقي بمرساته.
فإذا به يأبى…
راودته يمنة ويسرة فَيَجْـرِفُني إلى متاهاتٍ ألفتها ومَللتُ ولُوجَها المُضْني …
وكأن بهِ غُـصْة مَنَعتهُ من الإبحــار وشق عبابَ السطورِ ..
ولأنه من الصعبِ أن يبوحَ قلمٌ بأسرارهِ وهو مُتدثرٌ بأشجانهِ ..
و حتى لا أكون كَمن نَقَضَت غَزلِها بعد قوةٍ حَـررتُه من يـدي..
أيه يا قلم ! ألِفتك هيناً ليناً مطواعاً ,فإذا بِكَ تَستَعِيرُ العِنادَ مِن رُبانك …
ألفتك كريماً في مِدادِك ,فإذا بكَ تشْتكي شُح الحُرُوفِ و بَخسِ البِضَاعة.
وإلى أن يَرسُـو قَـلَمِي يبقى غَزلِي مُعلقا ًوالفِكرةُ بِلا مِـيناء