أعْيـاني جُهـدٌ وظمأُ وأرقٌ كَمَا أعْياهمُ جَلدِي و إصْـطِـبَارِي
لا أَعْـلمُ كـم بَقِيَ و لكِني أَرَىَ أبوابَ السمَـاءِ فأطْرُقُـها بِـعـيناي
ويغيبُ الدمعُ بِحضرةِ صَرخَاتُ الألم….
هل يا تُرى هُناكَ بعيداً عن هذهِ القضبانُ..
من يدرِكُ كيف تًبدُو أقدَاري؟
كوةً أُخْـرى تُظهِرُ في جَسَدِي..
لِتتـطايرُ مِنها أشباحُ أفْكًاري..
والسُؤال "كَيَفَ يَتَحْولُ الإنسانُ إلى لا إنسان" يُحيّرُني ..
يَأخُذُني لأعلى قمم التساؤل ثم يَهوي بلا جوابٍ شَافٍ .
سَاعاتٌ تَتَباطأ كَأنَها أشهر..
وأشهرٌ تقاومُ الإنقِضاءَ كَما لُو كَانَت دُهُوراً.
سِياطُهم تُأججُ الألمَ والغضبَ في جَوفِي ..
وتَقتلُ كُلَ شُعورٍ بالخنوعٍ أو رغبة بالرُجُوع.
ضَرَبَ جَلادِي كَفِيهِ بإستسلامٍ فلم يُجدِي فَتْـنُهم أيايَ.
تُـقامُ مَحكَمةً عَـسْكَريَةً هَـزَليةٌ ..
إِبراءً لِلمنَاصِبِ وإعلاءً لشبحِ الخوفِ.
أًقََـادُ في دُرُوبِ دُنْياي لَعَلَها تَكُونُ الأخيرة….
أتَـنَفسُ الهـواءَ بنهمٍ وشوقٍ لَوعَةً عَلى الحُريةِ
أُدرِكُ أنّ هناكَ ما سَيُطوقُ رَقَبَتِي بَعْدَ لَحَظات…
أَرَى وجُـوهًا يَعْلوها القَترُ تنطِقُ بِهَمَسَاتٍ وكَلِمِاتٍ
يُعْـلِنُها جلادي ..
هَكًذًا بِكُلِ بَسَاطَةٍ تنْتَهِي أيَامِي…
أُهـدِيها لأبنَائي وجِِـيرَانِي…
لمن يَبْقـى لِينعمَ بأحلامي..
لَكِني أَرىِ هُناكَ بَعيداً في الأُفُـق نفقاً ..
أطلالاً تُبْنَى مِن جَديد حَجَراً حجراً …
لِطُيور أُذِنَ لها بِالرُجُوع ِوقَطْعِ السْفَر..
وسُجُوناً لِطُغَاةٍ تَحْتـَرِق.
ومـآذنَ ترتفع ..
وصَـلواتٍ لا تنقَطِع…
وسُنبُلاتٍ شَامِخَاتٍ تَنْتَظِر
مَجِيءَ وقْتُ الحَصَادِ المُنْتظر.
سأُغْمِضُ عيني لأوفر بَقِيةَ نور..
وأحْلامٍ في مُخَيلَتِي تَمُور.