وقف أمامها و ما أطال النظرْ,مباشرة سألْ؛أين أبي؟..
أسئلة الصغار مربكة..!!ما تقول,ما تفعلْ؟
يا أمهُ..قولي لهُ...
لا تحمل سلاحا غير حب الوطنْ
لا تقتل سفاحا الا جلَداً في وجه المحنْ
يا أمهُ..احملي القنديل و تفرسي وجههُ
يا أمه ما عاد ابنك طفلا تلهيه الدمى و المواويل
يا أمه أخبريه عن أمجاد الوطن بطولات عن ذاك القتيل
املئي قلبه إيمانا حتى لا ينفجر
قولي أن فجرا لا بد قادم بعد حين
قولي لهُ أنت شبل من ذاك الأسد فاحم العرين
يا أمهُ لا تشرحي له كثيرا
لا ترهقيه فلسفة و آراء مفكرين..
ازرعيه بسمة على شفاه الأبرياء بكما و ناطقين
شرفا على الجبين
إكليل مجد على جباهنا يدمي الغاصبين
يا أمنا..عذرا يا أمي إن لازلنا نائمين
لابد أن أفيق يوما و أنفض عني ذل السنين
أظنك يا أمي تتقبلين و إن لم تكوني تفهمين
أفأيضا عفويا تسامحين الضائعين؟
ضعت و لست أهتدي فان كنت سيدتي تسمحين
سأقص يومياتي علك أنت إلي تهتدين؛
كل يوم..
أتمشى في مدينتي أعبرها زقاق زقاق
متعودة نفس الأفواه و الأبواق
لا بل متعودة ذلا يأبى الفراق
أحيانا؛
أتمشى و أعد خطواتي..
أبحث عمن يسبب لي الأحزان و الأشواق
أحيانا؛
أسير و أتلفت..
أفتش بلوعة و انسياق
و كل مرة؛
لا أجد أحدا..
كيف لاأحد و قد وسمت بالجنون بالاتفاق
نعم؛لا داعي للحيرة..
جنوني متفق عليه و أسبابه واسعة النطاق؛
مثل درويش لوني أسمر و عيوني بنية
مثل العقاد اضطرتني الحياة أن أكتب تحت نور الشمع
كالأغلبية لي أحلام وردية
كجميع النساء سلاحي و وشاحي و لآلئي من الدمع
كما يعرف الجميع يقال أني عربية..
ألمح يوميا صغيرا فلسطينيا يعانق الحجارة و روحه تعانق السماء
رضيعا صوماليا يقبل الثرى جوعا و روحه معلقة في الهواء
يوميا طفلا بشريا يعايش الهموم يعيش على أمل الهناء بالفناء
!!أولا أجن؟
لو كنت عربية,لو كنت بشرية لما اكتفيت بالتفرج و البكاء
لقدمت روحي,لبعت جروحي و اشتريت كفنا لضمائر انتهت مدة صلاحيتها أو قاربت على الانتهاء
يا أمي لم أعد أطيق البقاء..
!!و أي بقاء
خنوع,خضوع,ذل و جوع..شموع,دموع و لا تنسي الجفاء
كتبت لإخوتي يوما بضع كلم..
قلت لهم؛
بحيرات أوطاني و ماء أسقي به ورد الندم
حتى ما يخط هذا القلم
جله بل كله عصارة ألم..ممزوجة بدم
صغت السؤال أين أنتم و أين كنتم
فكان الجواب عن مجيئكم بلن و لم
أكان حريا أن أسأل من أنتم؟
آه نسيت يا أمه..كان علي أن أسأل من أنا
عذرا يا أمه..يا عزنا
ما دمت لا أعرف تعريفا للأنا
لا حق لي أن أذيل الرسائل بتوقيع مجهول
لا حق لي أن أجزع لشدة هول
لا حق أن أعقب على أي قول
و لا حتى أن أحب..
يا أمه اعذريني فلست شيئا إن لم أكن أنا
أعذريني إذ لازلت هاهنا أتمشى
أعذريني إن ضللت الممشى
يا أمهُ..قولي لهُ امض في الحياة شامخا
احمل سلاحك و عش شهيدا بيننا مكافحا
يا أمهُ..قولي لهُ لا عبرة بأعداد عشيرتك
لا و لا بأعداد مشاهدي محنتك
بل و لا بمشيعيك و حاملي جثتك
قولي لهُ..
ليس كل ذي كوفية و ابن عربية عربي
ليس كل من يدعي الإباء و النخوة أبي
قولي لهُ ليس كل سائر بيننا حي
قولي ستحيى إن ما رضيت هوانا
ستحيى إن آمنت أنا سنفيق و ما محررنا سوانا
قولي لهُ ما عاش امرؤ دون هوية
قولي لهُ ما بلغ الورى القمم دون شخصية
قولي لهُ إن أيقنت حقا أنك بالإسلام تحيا تطلب الحرية
فعش فخرا و مت فخورا انك ابن عربية
يا أمه كوني يقينا أنا سنفيق يوما و رب العالمين.........