ينظر ضحايا الاعتداءات التي قام بها رجال الدين بالكنيسة الكاثوليكية بمشاعر مختلطة للرحيل المرتقب لبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر من منصبه.
ويشعر بعض من يقولون إنهم سقطوا ضحايا لاعتداءات جنسية من رجال دين بالسعادة وهم يرون البابا يرحل عن الكرسي البابوي، فهم يرون أن الحبر الأعظم لم يعط لمصيبتهم اهتمامًا كافيًا، في حين يشعر آخرون بأنهم لن يحصلوا على الإجابات الشافية أو العدالة التي يريدونها.
وقالت كريستين باكلي، التي كانت تعرضت لاعتداء جنسي من أحد رجال الدين الأيرلنديين: 'أفضل صنيع قام به (البابا) لأي منا هو أنه تنحى'.
وتابعت 'باكلي'، مؤسسة ومديرة مركز'إيسلين' للدعم والتعليم: 'كان يدرك جيدًا حوادث الاعتداء الجنسي في بلده ألمانيا، حيث قام بنقل أحد المنحرفين جنسيًا'.
ولم يكن بنديكت السادس عشر نفسه أبدًا محور قصص بارتكاب انتهاكات، ولكن هناك العديد من الادعاءات بأنه سواء بعد أن أصبح البابا أو في السابق، باعتباره موظفًا رفيع الشأن بالفاتيكان، كان يغض الطرف عن هذه الاتهامات، وفي بعض الأحيان قام بنقل متهمين بارتكاب اعتداءات جنسية لحمايتهم من الملاحقة القضائية.
وتمتد الاتهامات من أيرلندا إلى الولايات المتحدة وفي بلد البابا الأصلي، ألمانيا وخارجها.
وفي الولايات المتحدة، تركزت الفضائح حول أبرشية بوسطن، حيث قام الأسقف برنارد لو بنقل الكهنة المتهمين بالاعتداء الجنسي على أطفال إلى أبرشيات، ولكن دون تحذير الآباء في الكنائس الجديدة، وبعد ذلك تم نقل برنارد لو إلى روما حيث أصبح كاردينالًا.
وقد تعرض بنديكت السادس عشر وسلفه يوحنا بولس الثاني لانتقادات بسبب عدم التعليق علنًا على هذه المسألة.
كما أوردت صحيفة' نيويورك تايمز' تقريرًا في عام 2010، أفاد بأن حتى بنديكت السادس عشر وهو كاردينال ومسئولون آخرون في الفاتيكان، لم يعاقبوا أو حتى يقوموا بإجراء محاكمة داخل الكنيسة الكاثوليكية للكاهن بولاية ويسكنسن الذين اعتدى جنسيًا على ما قد يصل إلى مئتي طفل من الصم.
وفي ألمانيا، تفجرت فضيحة في 2010 أيضًا في عدة مدارس تديرها الكنيسة، حيث تعرض العديد من العاملين بالكنيسة لاتهامات بارتكاب انتهاكات جسدية وجنسية ضد أطفال.
وكان الأمر الأكثر إحراجًا للبابا أن بعض قصص الاعتداءات شملت شقيقه جورج راتسينجر، وكاهنًا آخر اتهم بصفع الأطفال.
كما تلوثت سمعة بنديكت السادس عشر بتقارير أفادت بأنه عندما كان رئيس أساقفة ألمانيا، سمح بانتقال كاهن إلى مدينة ميونيخ من أبرشية أخرى اتهم فيها بالاعتداء الجنسي على أطفال.