حدثتكم في المقال السابق عن وقيعة المخرج الزميل عاطف سالم
بيني وبين صديقي الراحل أحمد رمزي أثناء تصوير الفيلم الذي
جمعني معه، وهي الوقيعة التي دامت ثماني سنوات دون مبرر
سوى الظن السيئ الذي خلقه سالم بيننا، لكني أؤكد لكم أنه رب
ضارة نافعة، فهذه الضارة وطدت العلاقة الأخوية بيننا، واستمرت
حتى رحيله.
اليوم أحب أن أحكي لكم ماذا حدث بعد انتهائنا من هذا الفيلم،
حيث حاول رمزي معرفة الأسباب التي جعلتني أتصرف معه بهذه
القسوة والوحشية، ولكن لا مجيب. وكلما سألني أحمد عن ذلك
أترك له المكان. حتى فاتن حمامة خلال تلك الفترة أرادت معرفة
الأسباب، التي جعلتني أبتعد عنه بهذه الصورة، ولكني لم أعطها
الفرصة لذلك. والتقت فاتن بسالم، وأثناء تبادلهما الحوار سألته
عن حالة التنافر بيني وبين رمزي، فأفصح سالم عن سبب هذا
الابتعاد، حيث سرد لها قصة هذه الوقيعة، وهنا تألمت فاتن حمامة
لما لحق بالأخوين، بسبب تصرف مشين، وقاطعت عاطف سالم
تماما بعد معرفتها ذلك.
ومن جهة أخرى، تأكد أحمد رمزي من مقاطعتي له بعد سنتين،
إحنا « عندما طلبني عاطف سالم للقيام بالدور الأول في فيلم
أمام شكري سرحان، وأحمد رمزي، ولكني طلبت يوسف » التلامذة
فخر الدين بدلا منه، ورفضت فاتن حمامة القيام بالدور الأول في
الفيلم، وتم اختيار زيزي البدراوي بدلا منها.
ودامت القطيعة بيني وبين رمزي ثماني سنوات، وقد تلقيت دعوة
من الراحل صلاح ذو الفقار لحضور حفل عيد ميلاده بمنزله، ولم
أكن أعلم بحضور رمزي حتى تقابلنا في عيد ميلاد الراحل صلاح
ذو الفقار، بعد أن عرفت الحقيقة التي أخفاها عني عاطف سالم
طوال هذه المدة، وكانت عودة إلى صداقة أقوى من ذي قبل، حيث
عرض صلاح ذو الفقار على فاتن حمامة بطولة فيلم أشاركها فيه،
لكني تنازلت عن البطولة لأحمد رمزي، كعربون صداقة وكاعتذار
.» صراع في المينا « عما فعلته إبان تصوير فيلم
هل يوجد الآن فنان يتنازل عن دور بطولة لفنان آخر؟ وأمام من؟
فاتن حمامة!! وإخراج هنري بركات!!.
درس أرجو أن يعيه فنانو هذا الزمان.