"الجنزورى" يعرض كشف حساب حكومته

أكد الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء، أنه تولى رئاسة الحكومة فى فترة "انتحارية"، لكافة أجهزة الدولة، مشيراً خلال المؤتمر الذى عقده اليوم بمقر اجتماع الحكومة المؤقت عصر اليوم، إلى أن حكومته قدمت على مدار 180 يوماً، 36 شهيد شرطة، و427 مصاباً من رجال الأمن، إضافة إلى دخول 6 من وزرائه للمستشفيات نتيجة الإجهاد.

وقال رئيس الوزراء: الدولة أشرفت على انتخابات الشعب والشورى ثم الرئاسة، وخلال الفترة الماضية أدت مصر 32 يوماً انتخابياً، ولو حصرنا عدد أيام الانتخابات على مدار القرن الماضى "مش هنجيب هذا الرقم".

ووجه الجنزورى الشكر للمواطنين والشرطة والقوات المسلحة والقضاء، لمساهمتهم جميعاً فى نجاح الانتخابات التى جاءت ـ على حد قوله ـ نزيهة 100%، قائلاً: "لم يحدث خطأ واحد، ولم يخرج أياً من المتابعين والمراقبين داخل مصر، ليطعن فى الانتخابات أو إجراءاتها"، مشيراً إلى أن الانتخابات كلفت مصر مليار و600 مليون جنيه، وأشار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات تفكر بجدية فى تغريم المتخلفين عن الإدلاء بأصواتهم فى جولة الإعادة، لكنه لا يملك سلطة التحدث بالنيابة عنها.

وأعلن رئيس الوزراء منح المواطنين إجازة فى يوما الانتخاب، بجولة الإعادة، داعياً جميع المصريين إلى المشاركة والتصويت فى 16 و17 يونيه، وأوضح أنه تقرر تقديم تسهيلات للمواطنين فى جميع المواصلات، حيث سيتم خفض قيمة تذاكر القطارات المكيفة 50%، والغير مكيفة ستكون مجاناً اعتباراً من عصر الخميس 14 يونيه.

وأكد رئيس الوزراء أنه لم يحدث خلال العمليات الانتخابية التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة، أى تدخل من قبل السلطة التنفيذية، ونحن جميعاً على الحياد.

واستعرض الجنزورى خلال المؤتمر، الجهود التى بذلتها حكومته، قائلاً: "عقدنا أكثر من 150 اجتماعاً لمجلس الوزراء والمحافظين ولجاناً وزارية، وأصدرنا ما يقرب من 120 قراراً، وحضر اجتماعات المحافظين الـ18 ما يقرب من 200 برلمانى. وكنا طيلة الفترة الماضية حريصين على تلبية كافة المطالب فى كافة المجالات، ولم نلجأ فى هذا كله إلى اعتمادات مالية من خارج الموازنة". وتقدم فى كلمته بالشكر لأعضاء مجلسى الشعب والشورى، لتعاونهم مع الحكومة فى عرض الخطة المالية الجديدة أمس، بحضور ممتاز السعيد وزير المالية، فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط.

ودعا رئيس الوزراء، الشعب المصرى إلى العودة للعمل، لدفع عجلة الإنتاج، وتوفير الاحتياجات الأساسية، وقال: "هناك حالة من الوهج السياسى.. الشعب كله أصبح يأكل ويشرب سياسة، لكن يجب أن يعود الناس للعمل"، مشيراً إلى أن الإعلام لم يركز على أنشطة مجلس الوزراء، وتجاهل ما تم من إنجازات.

وتابع: "جميع الصحف بلا استثناء، تخصص صفحاتها الأولى للسياسة فقط، دون التطرق إلى أنشطة الحكومة".

وتطرق الجنزورى، إلى الملف الأمنى، قائلاً إنه "شغله الشاغل" وأن حكومته تسلمت مهامها فى ظل تراجع أمنى ملحوظ. وتابع: "بدأ الأمن يتحسن تدريجياً، وتم القبض على 1100 تشكيل عصابى، بواقع 3 آلاف متهم، فضلاً عن استرداد 6 آلاف سيارة مسروقة، وضبط 84 ألف قطعة سلاح بكل أنواعها، وتم القبض على 13 ألف و600 تاجر مخدرات، وضبط 19 طن بانجو".


وعن جهود الحكومة لحل أزمة المواد البترولية، قال رئيس الوزراء: أزمة المنتجات البترولية صارت أزمة الزمان، ومن المؤسف أن مصر تستورد 40% من استهلاكها فى السولار، وتم ضبط 260 ألف أنبوبة بتوجاز مهربة خلال الفترة الماضية".

ووضع الجنزورى، 4 عوامل يرى أنها سبباً رئيساً فى أزمة المواد البترولية، أولها الشائعات، ومسئولية الجهة التنفيذية الممثلة فى محطات التموين فضلاً عن التراخ فى عدم مراقبة ودقة ما هو موجود من مخزون، وكذلك تخزين المواطن لكميات كبيرة من السولار والبنزين، وأخيراً الإعلام الذى ينفخ فى الأزمة، على حد قوله، مطالباً بعدم إفزاع الناس وإرهابهم بالمناشتات الساخنة.

وقال: "كنا نوزع 12 ألف طن يوميا، ثم وصل الأمر إلى توزيع 17 ألف طن خلال الأسبوع الماضى، وهناك ما يقرب من 60 إلى 70 % من المواد البترولية لا يتم تفريغها فى المحطات وتباع فى السوق السوداء".

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادى، قال رئيس الوزراء: "أشكر الله بسبب الإعجاز الذى حدث فى الأمن والاقتصاد.. كان هناك تدهوراً فى الوضع الاقتصادى، وكنت أصر على وقف هذا التدهور منذ أيامه الأولى"، وأوضح أنه تم خلال الـ 6 شهور الماضية دفع نحو 8 مليارات جنيه لقطاع التشييد، و2 مليار لدعم مشروعات الصرف والمياه والخدمات بالمحافظات. وأكد الجنزورى أنه تم استرداد 200 مليون متر لدى المستثمرين المتعثرين منهم 56 مليونا فى التعمير و46 فى السيباحة و76 مليونا فى شرق بورسعيد وشمال غرب خليج السويس وسيتم إتاحتها مرة أخرى للاستثمار.

وأكد أنه تم تحجيم الانفاق فى الموازنة العامة بحوالى 25 مليار جنيه وفى الإيرادات الإجمالية زادت، حيث وصلت خلل الستة شهور الماضية 178 مليار جنيه مقارنة بـ 136 مليار جنيه، وصل دعم البترول إلى 59 مقارنة ب40 مليار جنيه خلال الستة الشهور من العام الماضى، وانخفض الدين الخارجى من33.4 مليار جنيه فى أبريل إلى 33.2 مليار جنيه فى مايو، كما بدأ الاحتياطى من النقد الأجنبى فى الارتفاع مرة أخرى، حيث وصل فى أبريل إلى 15.2 مليار دولار وارتفع فى مايو إلى 15.516 مليار دولار، كما انخفضت الأسعار فى 23 سلعة وصل التضخم فيها إلى أقل من 2، وبلغ إنتاج القمح هذا العام 9.5 مليون طن كما زرادت إنتاجية الفدان، واستلمت وزراة التموين 2.8 مليون طن من الممكن أن تحد من الاستيراد.

وأكد أن الحكومة أعطت التعويضات لأسر الشهداء والمصابين بالإضافة إلى توفير الزيادة فى التعويض من 30 ألف جنيه إلى 100 ألف جنيه، وقال إن الحياة عادت مرة أخرى إلى دفع التنمية فى سيناء للخروج من الوادى الضيق، والخروج إلى توشكى وشرق العوينات، ورفع الأتربة من حمامى 1 و2 لإيصال المياه إلى العلمين.