الإمام المرتضى محمد بن يحيى، هو: أبو القاسم محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمه: فاطمة بنت الحسن بن القاسم بن إبراهيم. ولد في سنة ثمان وسبعين ومائتين، نشأ على طريقة سلفه، في الزهد والورع. وكان فقيها عالما بالأصول في التوحيد والعدل، وله كلام كثير في الفقه، نحو: (كتاب الإيضاح)، و(كتاب النوازل)، و(جواب مسائل المعقلي)، و(جواب مسائل مهدي) وغير ذلك من الكتب.
أولاده
القاسم أبو محمد، وإسماعيل، وإبراهيم، وعلي، وعبد اللّه، وموسى، ويحيى أبو الحسين وهو الخارج بالديلم الملقب بالهادي، الذي شاهدناه، وسمعنا منه (كتاب الأحكام)، وروى لنا (المنتخب)، والحسن والحسين، والقاسم، ومن البنات: أسماء وثلاث غيرها.
مدة انتصابه للأمر ومبلغ عمره وموضع قبره
لما توفي الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، اجتمع النَّاس إليه باكين وَجِمِيْنَ مذعورين لما دهمهم من الخطب العظيم بوفاته عليه السلام، فخطب رضي اللّه عنه خطبة حسنة وصف فيها الهادي عليه السلام وسيرته وبكى وبكى النَّاس ثم أنشد:
يسَهِّلُ ما ألقى من الوجد أنني *** مجاوره في داره اليوم أو غدا
وانتصب للأمر ولم يتحقق به كل التحقق، إلا أنَّه كاتب العمال وأصحاب الأطراف بأن يكونوا على جملتهم، وكان يخاطَب بالمرتضى لدين اللّه.
وظهر في الناحية رجل من القرامطة يعرف بعلي بن الفضل القرمطي، حاربه وأوقع به، ثم لزم داره لأنه شاهد من أحوال النَّاس وفساد طرائقهم وتغيرهم بموت الهادي عليه السلام عن طريقة الصلاح والسداد، ومجاهرة كثير منهم بالمناكير وإظهار الفساد، ما لم يثق معه من نفسه بالصبر عليهم وعلى تقويمهم، والتمكن من القيام بحق اللّه على شروطه، وأنس من نفسه بما يجري مجرى العجز عن ذلك، وكان أخوه أحمد رضي اللّه عنه غائباً، فلما ورد أشار عليه بالقيام بالأمر، فكانت مدة انتصابه للأمر نحو ستة أشهر.
وتوفي رضي اللّه عنه بصعدة حرسها اللّه سنة عشر وثلاثمائة، وله اثنتان وثلاثون سنة، ودفن إلى جنب أبيه
رحمة اللة علية