اعتاد المكوث جُلَّ أوقاته،
يقلب في صفحاتها،
يتمتم بحروفها ويجوس في تراتيله لما بين سطورها،
وكان يصطحب خيالَه في ضيافة سطورها،
يستبطن ما وريَ من ظاهر الحرف،
ويُواري عن ذاته اشتياقه لروحها،
خوفاً من تعلُله بموفور البوح،
المضني غالباً.
رغم أنّهُ كان يتلذذ آنذاك بخصلات الغرام،
حين تداعبها نسائم الشوق،
وكانت حينها تهبه لوحة فاتنة الأنوثة،
عبقرية الأحاسيس،
تسحبه معها إلى هاوية اللاوعي.!
وتكون أكثر دلالاً حين تحاور الغروب،
وتغريه باحتضانها في صمت الرحيل.!
ذلك الصمت الذي يحمل في جنباته،
حلو الحديث وأعذبه.!
وهكذا اعتاد على لحظات كانت تسجلها الآلام،
قبل تعلُلها بالآمال،
لحظات رحيل نشوة وميلاد إيلام،
لحظات ترحل ولحظات تأتي،
تأتي ولكن بماذا.؟!
وماذا تُسكن في قلبه؟؟!
وماذا تهديه.؟!
هل هي لحظات الأمل التي يسبقها الألم.؟!
أم لحظات النشوة المسبوقة بحزن.؟!
واسترسل يقول:-
إنها سطور سطَّرها اليراع،
تبحث بين صور ذكرياتنا عن شيءٍ ما،
ربما عن السعادة،،
ولكن هل لمثلنا أن يكونوا.؟؟؟!
وكان يُغافل الواقع دائما.!
وهكذا تعود.!
وكعادته،
أعدَّ لها في قلبهِ متكئاً،
وأودع فيه من الهيام سره ومكنونه،
وعاتبَ شوقه وأنبَهُ،
قائلا:-
هلاَّ أججتَ حرقةً لخصلات الغرام،
حين تداعبها نسائم الشوق.؟؟!
كنتَ أولى لك أن تصطحبها خيالاً،
يُهيج الهيام ويُشجي صخب الولع.!
- هلاَّ سألتها ذات نشوة بوح،
أن تتأكد من صدق شعورها،
من حقيقة شوقها،
من واقع أحاسيسها،
قبل ولوجك سديمها .؟؟؟!
فكفاكِ انكسارا.!
أو لديك مزيدٌ من احتمال .. لتستمر.؟!!
وكان يردّ أن نعم،
بل وسأطيل الوقوف ربما،
ولكن بصمت.!!
وربما لن أغادر ميناء النشوة على عجل،،،
فحقَّ لقلبي أن ينعم،
بالآمال والنشوة ولو في بقايا السطور،
وقد أعاود إذ مازلت أحلم بمزيد آمال،
أبلغ بها حد النشوة.!
ولي في حرفها موطن عشق،،
وبعض كساءٍ من الروعة.!!
"
وما يزال للشوق بقلبه،، وقع.