مسجد السلطان الصالح نجم الدين أو المدرسة الصالحية من أشهر مساجد القاهرة، بنى عام 641 هجرية الموافق 1243-1244م. أنشأ هذه المدرسة الصالح نجم الدين أيوب سابع من ولى ملك مصر من سلاطين الدولة الأيوبية، أقامها على جزء من المساحة التي كان يشغلها القصر الفاطمي الكبير وأتمها سنة 641 هجرية الموافق 1243 /44م وكانت تتكون من بناءين أحدهما قبلي.
وقد ضاعت معالمه وشغلت مكانه أبنية حديثة، والثاني بحري لم يتخلف منه سوى إيوانه الغربي الذي يغطيه قبو معقود، وكان كل من البناءين يشتمل على إيوانين متقابلين أحدهما شرقي والآخر غربي وصف من الخلاوي على كل من الجانبين ويفصل هذين البناءين ممر يقع في نهايته الغربية مدخل المدرسة الذي يتوسط الوجهة تعلوه المئذنة.
وما زالت هذه الوجهة محتفظة بتفاصيلها المعمارية فهى مقسمة على يمين المدخل ويساره إلى صفف قليلة الغور فتح أسفلها شبابيك تغطيها أعتاب امتازت بتنوع مزرراتها تعلوها عقود عاتقة اختلفت زخارفها وتنوعت أشكالها.
وهنا تبدو لنا أول مرة في هذه الوجهة ظاهرة فتح شبابيك سفلية بعد أن كانت تشاهد بأعلى الوجهات في الجوامع المتقدمة كجامع عمرو بن العاص وجامع احمد ابن طولون وغيرهما. وقد عنى بزخرفة المدخل وتجميله فأخذ الكثير من عناصره الزخرفية من وجهتي جامعي الأقمر والصالح طلائع وكتب وسط العقد المقرنص الذي يعلو الباب تاريخ الإنشاء 641 هجرية.
أما المئذنة فتبتدئ أعلى المدخل مربعة إلى الدورة ثم مثمنة تحلي أوجهها صفف تغطيها عقود مخوصة فتح بها فتحات بعقود على شكل أوراق نباتية. ويغطى المثمن قبة مضلعة ازدانت قاعدتها بفتحات على هيئة أوراق نباتية أيضا تعلوها تروس بارزة.
وتمثل هذه المئذنة طراز أغلب المآذن التي أنشئت في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجرى - الثالث عشر وأول الرابع عشر الميلادى - قبل أن تتطور إلى طرازها المألوف الذي عم وانتشر بمصر بعد ذلك.