جامع الرئيس الصالح أو جامع الصالح هو أكبر جامع في اليمن بني حديثًا. جاء اسمه نسبة إلى الرئيس علي عبد الله صالح. يقع في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، وعلى مساحة قدرها 222 ألفاً و500 متر مربع، يشمل مبنى الجامع وكلية علوم القرآن والدراسات الإسلامية، والباحة والمواضئ، ومواقف السيارات، والمساحات الخضراء. ويتألف مبنى الكلية من ثلاثة طوابق ويضم خمسة وعشرين فصلاً دراسيًا، إضافة إلى قاعات صلاة ومكتبات وقاعات اجتماعات. وقضت توجيهات الرئيس في بناء الجامع بوجوب المحافظة على الطابع العمراني اليمني، لاسيما في المنارات والواجهات الحجرية، فكان الجامع الكبير بصنعاء الملهم الأساسي للمهندسين في ذلك. قدرت تكلفة بنائه حوالي 60 مليون دولار، مما أثار حفيضة الكثيرين خصوصًا في بلد يعد الأفقر في المنطقة العربية.
المسجد
وتبلغ المساحة الكلية للجامع والكلية والمرافق التابعة لهما 224 ألفا و 831 مترا مربعا شاملة الطرق والحدائق وممرات المشاة ومواقف السيارات, فيما يصل ارتفاع مبنى الجامع إلى 24 مترا ويتسع لأكثر من خمسه وأربعين ألف مصل بالإضافة إلى مصلى خاص بالنساء يتسع لـ2000إمرأة من ثم تمت التوسعة لمصلى النساء ليتسع لعدد 4000 امرأة، فضلا عن الباحات الجانبية. و يتكون الجامع من صالة الصلاة الرئيسة بمسطح 13,596متر مربع ولها ارتفاعين، ويوجد لها 10 أبواب رئيسة من الصوحين الشرقي والغربي، وكذلك 5 أبواب من الجهة الجنوبية تؤدي إلى الرواق الخلفي للجامع وصحن الكلية الشرعية ومنطقة المواضيء.ويغطي المنطقة الوسطى لسقف الجامع خمس قباب، أربع قباب بقطر 15.60متر وارتفاع 20.35 م من سقف الجامع، والقبة الوسطية وهي الأكبر بقطر 40ر 27 متر وارتفاع 39.60 م من سقف الجامع، كما ان هناك أربع قباب صغيرة في الاركان الأربعة لسقف الجامع بقطر 8.90 م وارتفاع 12.89 م من سقف الجامع, بالإضافة إلى ست مآذن أربع مآذن على جانبي الجامع بارتفاع 100 م ومأذنتين على جانبي الكلية الشرعية بارتفاع 80 م.
كلية القران والعلوم الإسلامية
توجد بالجامع كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وتتكون من ثلاثة أدوار وتحتوي على 20 فصلاً دراسياً وقاعات للمحاضرات ومكتبة خاصة للرجال وأخرى للنساء وقاعة لحفظ المخطوطات ومرافق صحية. و يشمل الجامع على مرافق وخدمات متكاملة ومواقف للسيارات تتسع لحوالي الف و900 سيارة كما تحيط بالجامع مجموعة من الحدائق والمسطحات الخضراء.
مواصفات البناء
وقد روعي ان يتخذ المشروع الشكل المستطيل، وقسمت قاعة الصلاة الرئيسية إلى جناحين شرقيٍ وغربي، أما الانطلاق من المنطقة الطرفية إلى المنطقة الوسطى فتتأمن بتدرجاتٍ في جسم الجامع من الأسفل إلى الأعلى وبتكوين فراغاتٍ أسفل القباب الرئيسية البالغة ثلاثاً وعشرين قبةً جاءت تحقيقاً للفكرة المعمارية وتأكيدها، وروعي فيها تدرج علاقة المصلي بالجامع عن طريق الاروقة حتى الوصول إلى القبة الرئيسية الكبرى.ويضم الجامع مصلى للنساء يقع أعلى الرواق الخلفي ويتصل بالجامع عن طريق نوافذ مطلة على قاعة الصلاة عبر مداخل خاصة، تحقق الفصل بين الرجال والنساء. ومن الواضح أن الفكرة المعمارية قد خلفت تكويناً وشكلاً هندسياً رائعاً من الخارج يتيح للناظر فهم عناصر المشروع من كل الجهات.
مناراته
ويتميز الجامع بست مناراتٍ فريدة ذات تصميمٍ خاصٍ، ارتفاع أربعٍ منها يبلغ مائة وستة امتار مع الهلال، وقد استخدمت فيها أساسات خاصة تصل إلى عمق خمسة وثلاثين متراً، وبقطر سبعين سنتيمتراً لكل مئذنة، وهو ما سيساعد في تقوية المبنى على مقاومة الزلازل
الاحجار المستخدمة
وهكذا برزت مجدداً الاحجار التي اشتهر اليمنيون عبر التاريخ باستعمالها كمادة للبناء، اضف إلى ذلك احجار البناء والزينة بصفتها مصادر طبيعية تمتاز بقدرة فائقة على مقاومة العوامل البيئية وبتناغمها مع الطبيعة المحيطة، فضلاً عن عمرها الافتراضي الكبير، ولهذا الغرض تم اخذ عينات من احجار سد مأرب التاريخي، وعرش بلقيس، للمقارنة بين احجار الموقعين واحجار المصدر المعتمد لبناء جامع الرئيس الصالح. وبناء على ذلك تم تحديد مواصفات المشروع باربعة اصناف من الاحجار، احجار بازلتية باللون الاسود واحجار جيرية بالالوان السوداء والبيضاء والحمراء، كما حددت المواصفات مقاسات احجار البناء بحيث لا يقل طول الحجر عن (160) سنتيمتراً ولا يقل ارتفاعه عن (80) سنتيمتراً, وخلال تنفيذ المشروع كان يتم عمل عينات معمارية بالشكل المطلوب وبعد موافقة الرئيس عليها يتم اعتمادها وتنفيذها.
الزخرفة والنقوش
استخدم الحجر الجيري الأبيض للواجهات الخارجية، والحجر الاحمر في الاحزمة الزخرفية في الواجهات فقط لقلة كمياته ولصغر احجام الاحجار المطلوبة، وأخيراً تم اعتماد الجرانيت الاحمر المنقط بالأبيض من اجل تكسية الاعمدة الداخلية للجامع.اما الياجور الذي يمتاز بجمالية نادرة وبعمره الافتراضي الكبير، فتم اختياره كمادة بناء لتكسية واجهات المنارات حفاظاً على التراث المعماري اليمني العريق. ومن صميم التراث اليمني الزاخر باعمال خشبية فنية، تم استمداد تصميمات الاعمال الخشبية للجامع، ولهذا جرى اعتماد افخر أنواع الاخشاب المعتمدة عالمياً لصناعة (15) باباً رئيسياً يزيد حجم الواحد منها عن (23) متراً مزخرفة بالخط العربي ومطعمة بالنحاس المعالج باحدث تقنيات ال«PDV».. أما اعمال السقوف الخشبية فيفوق عددها (30) الف قطعة زخرفية معتقة بالذهب الخالص والالوان، ومثبتة بارتفاعات وصلت إلى (23) متراً.ولاكساء قباب الجامع من الخارج، استخدمت مادة عصرية متطورة اسمها (الجي آر سي) وهي مادة تحاكي الجص اليمني لجهة الطواعية في اعمال الزخرفة، إضافة لميزاتها العالية لجهة الديمومة والمحافظة على الشكل، وبذلك تحققت رؤية فخامة الرئيس متجسدة بأبهى حللها في التوأمة بين التراث والتقنيات العلمية الحديثة.
وبالنسبة لنقش وكتابة الآيات فقد تم نقش سبعمائة وثماني آيات من اثنتين وستين سورة قرآنية، فيما بلغ عدد السور المكتملة في الجامع والكلية ثماني سور هي
الفاتحة، يس، والرحمن، والقدر، والعصر، والاخلاص، والفلق، والناس).
الانارة
اللافت في نجفات الانارة الداخلية انها مصنوعة من الكريستال العالمي المعروف، فيما استخدمت لمبات اضاءة حديثة لانارة القباب والاعمدة داخل الجامع، وبالنسبة لإنارة المداخل الرئيسية ومصليات الرجال والنساء والممرات الداخلية والخارجية للكلية فقد تم استخدام النجف النحاسي النادر، المشغول يدوياً بنقوش عربية.وتتوافر في الجامع احدث الأنظمة التقنية الحديثة لكل ما يتعلق بالصوتيات والبث التلفزيوني المباشر، إضافة إلى أنظمة متطورة للحماية من الحريق والصواعق.
افتتاحه
في يوم الجمعة الـ23 من ذي القعدة 1429 هجرية الموافق 21 من نوفمبر 2008م تم الافتتاح الرسمي لجامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية. و قام بافتتاحه الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وكبار المسؤلين في الدولة إلى جانب أعضاء وفود عربية وإسلامية وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي وسيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر