حقوق الطفل عند ميلاده

للمولود في الإسلام عدة حقوق نذكر منها : الحق الأول : البشارة بالمولود والتهنئة به:
المجتمع الإسلامي بصفته التكافلية الاجتماعية لا يدع مناسبة فرح أو حزن
إلا شارك أعضاؤه فيها, فالأسرة التي تنتظر هذا القدوم السعيد, تسر بالبشرى
به يحملها صديق عزيز أو قريب حبيب, كيف لا والأولاد هم فلذات الأكباد و
بهجة النفوس.
الطفل الوليد الجديد يرحب به أعضاء مجتمعه و يسارعون لزف البشرى لوالديه متمثلين بشارة الملائكة لرسل الله الكرام. قال تعالى (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِيالْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى )آل عمران :39 , وقال تعال (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّا) مريم :7 , و بشر الله تعالى نبيه إبراهيم بولده إسماعيل عليهما السلام بقوله: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) الصافات :101
إن المسارعة في زف البشرى للوالدين والتهنئة بالمولود تدخل السرور على
قلبيهما وهي صورة من صور المحبة والتآلف بين أفراد المجتمع الذين
يشاركونهما الفرحة في استقبال مولودهم الجديد.
وفي الأثر أن رجلاً جاء إلى الحسن البصري وعنده رجل قد ولد له غلام فقال
له: يهنئك الفارس, قال الحسن: وما يدريك فارس هو أو حمار ؟ , قال: فكيف
تقول ؟ , قال: قل بورك لك في الموهوب, وشكرت الواهب, وبلغ أشده , ورزقت
بره.
إنه دعاء بالبركة في المولود, وشكر للواهب, وتضرع لله أن يكون هذا المولود من البررة بوالديه.
الحق الثاني : الأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى:
اهتم الإسلام بتربية الطفل على عقيدة التوحيد منذ الصغر, ومن هنا استحب أن
يؤذن للمولود في الأذن اليمنى و إقامة الصلاة في أذنه اليسرى.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه فعل ذلك مع حفيديه الحسن و
الحسين رضي الله عنهما حين ولدا و أمر به. ولعل الغاية من التأذين- والله
أعلم - أن يكون أول ما يقرع سمع الطفل عند دخوله الدنيا كلمات الأذان
والإقامة المتضمنة: التكبير و هو إقرار بكبرياء الرب وعظمته والتوحيد
والشهادتين وبهما يدخل المرء في الإسلام, والدعوة للصلاة والفلاح ....
فيكون ذلك بمنزلة تلقين الطفل كلمات موجزة هي شعار الإسلام, كما يلقن كلمة
التوحيد عند خروجه من الدنيا. كما أنه يحقق فرار الشيطان من المكان عند
سماعه هذه الكلمات.
لذلك ينبغي للمسلم أن يؤذن و يقيم في أذني مولوده بنتاً أو ابناً إحياء
للسنة النبوية, وغرساً لكلمات التوحيد فيه منذ الولادة, و تيمناً بذكر الله
تعالى فيكون أول ما يطرق سمعه نداء الحق تبارك و تعالى .
الحق الثالث : تحنيك المولود :
و تحنيك المولود من المبادرات اللطيفة التي سنها رسول الله صلى الله عليه و سلم, فعن أبي موسى الأشعري قال : ( ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فسماه إبراهيم و حنكه بتمرة و دعا له بالبركة و دفعه إلي )(رواه البخاري).
وحين ولدت أسماء عبد الله بن الزبير, أتت به رسول الله صلى الله عليه و سلم
فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه, فكان أول شيء دخل جوفه
ريق الرسول صلى الله عليه و سلم, قالت: (ثم
حنكه بالتمرة ثم دعا له فبرك عليه وكان أول مولود في الإسلام للمهاجرين في
المدينة, قالت: ففرحوا به فرحاً شديداً, وذلك أنهم قيل لهم: إن اليهود قد
سحرتكم فلا يولد لكم ) (رواه البخاري ) , والتحنيك: مضغ التمر و
نحوه ثم تدليك حنك الصغير به دلكاً خفيفاً لتقوية اللثة و تماسكها كما ثبت
حديثا تأثير ذلك على ضبط نسبة السكر في دم الطفل.
الحق الرابع : إثبات النسب
الحق الخامس : تسمية الطفل .
و لعلنا نفرد الحديث فيها في مقالات لاحقة .....