الأبناء
هم أمل المستقبل وهم الجيل الواعد الذي يتهيأ لبناء الوطن والأمة.
والتربية هي مناط تنشئة الأجيال على الاستقامة التي هي بمثابة الوقاية من
الفساد و شروره. و الإسلام اهتم بالتربية الصالحة للأبناء و إعدادهم
الإعداد المناسب الذي يتناسب مع مسؤولياتهم المستقبلية في بناء هذه الأمة
وللتربية الإسلامية خصائص أهمها أنها تربية إيمانية ربانية تهدف لتكوين
الإنسان المؤمن و تقوية صلته بربه وهي تربية متوازنة متكاملة تبني الإنسان
من كافة جوانبه روحياً وعقلياً وجسدياً كما أنها تربية علمية وعملية حيث
تولي العلم والتفكير أهمية بالغة من جانب كما تولي العمل أهمية من الجانب
الآخر، ومن مميزاتها أنها تنطلق من الواقع ومن حاجات الإنسان وتجمع بين
الثبات والمرونة فهي ثابتة من حيث العقائد وأركان الإسلام و الفضائل و
المحرمات و مرنة من نواحي أخرى تأخذ ما ينفعها وتحافظ على أساسياتها.
ويعتبر
دور الأم دوراً بالغ الأهمية في هذه التربية لأنها الملازمة لابنها منذ
ولادته إلى أن يصبح رجلا يعتمد على نفسه، وعلى الأم أن تربي أبنائها تربية
إيمانية ليتحلى الأبناء بآداب الإسلام و أن تقوي علاقتهم مع ربهم و تعلمهم
كيف يميزون بين الحلال و الحرام و تعلمهم الصلاة و تربطهم بالقرآن و تحببهم
فيه وعليها أن تغرس في نفس الطفل الفضائل والقيم والمبادئ الإسلامية
والأخلاقية. ولما كانت وسائل الإعلام منتشرة في كل بيت من بيوتنا فهي
بمثابة السيف ذو الحدين في عملية التربية ولا يخفى علينا أثرها السلبي على
تنشئة الأجيال فعلى كاهل الأم مسؤولية كبيرة تجاه حماية ابنها من هذه
الوسائل واستعمالها بشكلها الصحيح بما يخدم عملية التربية الإسلامية حيث
توجه الأم هذه الوسائل لدعم عملية التربية إلى أن يكبر ابنها و يصبح قادرا
على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ . ومن جهة أخرى على العاملين في
الإعلام في مجال الطفل أن يعملوا على صناعة برامج مفيدة وهادفة تخدم قضيانا
الإسلامية و تنمي الجانب الإيماني للطفل وهذا ما نراه غائياً أو شبه غائب
في إعلامنا الحالي ...
ونختم بالتذكير بحديث سيد الخلق و المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم : (كلكم
راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في
أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها،
والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته ) رواه البخاري