حق الطفل في الحضانة

تعتبر الحضانة من أنواع الولايات الواجبة في حق الطفل ويقصد بها الشارع
تحقيق مصلحة الطفل وحفظه مما يضره, والحضانة من أهم حقوق الطفل القضائية
ومن أبرز المسائل التي يكثر السؤال عنها خصوصاً من النساء حيث يسألن عن
مصير الأولاد بعد الطلاق و الانفصال....

تعتبر الحضانة من أنواع الولايات الواجبة في حق الطفل ويقصد بها
الشارع تحقيق مصلحة الطفل وحفظه مما يضره, والحضانة من أهم حقوق الطفل
القضائية ومن أبرز المسائل التي يكثر السؤال عنها خصوصاً من النساء حيث
يسألن عن مصير الأولاد بعد الطلاق و الانفصال وقد جرى العمل في المحاكم على
النظر لمصلحة المحضون عملاً بالقول الراجح " كفالة الطفل وحضانته واجبة,
لأنه يهلك بتركه فيجب حفظه من الهلاك ".

ولذا لا يجوز للمرأة إن كانت لها الحضانة أن تتنازل عنها مقابل
خلعها من زوجها يقول الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – " لو اختلعت المرأة
على أن تترك ولدها عند الزوج فالخلع جائز, والشرط باطل, إن هذا حق الولد,
أن يكون عند أمه ما كان إليها محتاجاً ".
وأحق الناس بحضانة الولد هي أمه إن توفرت فيها الشروط وانتفت
الموانع لأنها أرأف به وأحن عليه وأشفق من غيرها وقد قضى أبو بكر - رضي
الله عنه – على عمر – رضي الله عنه – بعاصم ابنه لأمه وقال : " ريحها
وفراشها وحجرها خيرُ له منك حتى يشب ويختار لنفسه " فإذا افترق الزوجان
ولهما طفل فأحق الناس بحضانته أمه مع أهليتها وحضورها وقبولها ".
روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده " أن امرأة قالت : يا رسول
الله, إن ابني كان بطني له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء وإن أباه
طلقني وأراد أن ينتزعه مني, فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :" أنت أحق
به ما لم تنكحي " ولأن الأب لا يتولى الحضانة بنفسه بل سيدفع الطفل إلى
امرأة تقوم بشؤونه ومهما كانت هذه المرأة فلن تكون أشفق وأرحم بالطفل من
أمه وإذا بلغ الطفل سبع سنوات وهو عاقل أي – غير معتوه -, فإنه يٌخير بين
أبويه عند التنازع فيكون عند من أختاره منهما روى الترمذي وغيره من حديث
أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت : إن زوجي يريد أن يذهب بابني, فقال " يا غلام هذا أبوك وهذه أمك,
فخذ بيد من شئت " فأخذ بيد أمه, فانطلقت ب.
قال معالي الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – : " ولا يخير إلا بشرطين : أحدهما : أن يكون الأبوان من أهل الحضانة.
والثاني : أن يكون الغلام عاقلاً، فإن كان معتوهاً, بقي عند الأم ؟ لأنها أشفق عليه وأقوم بمصالحه ".
وأما البنت فإذا بلغت سبع سنين فإن الأحق بحضانتها والدها لأنه أحفظ لها
وأحق بولايتها من غيره فإن كان عاجزاً عن حفظ البنت أو لا يبالي بها لشغله
أو قلة دينه, والأم تصلح لحفظها, فإنها تكون عند أمها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – " ولو قدر أنه عاجز – أي
الأب – عن حفظها – أي البنت – وصيانتها ويهملها لاشتغاله عنها, والأم قائمة
بحفظها وصيانتها, فإنها تقدم في هذه الحالة, فمع وجود فساد أمرها مع
أحدهما, فالآخر أولى بها بلا ريب
".

» الطفل بعد الطلاق .. الحضانة لمن؟
» الحضانة
» مشروع دور الحضانة الملحق بالحرمين:
» السجن 3 أشهر للأب أو الأم المعطلين لأحكام الحضانة
» حق الطفل بحفظ وإثبات نسبه