حريق تاريخي كان حافزاً على الكفاح لتأمين سلامة العمال

لا زالت أصداء الأحداث الرهيبة التي حصلت في مصنع تراينغل شيرتويست في مدينة نيويورك تترد بعد 101 سنة على حدوثها.

قالت وزارة العمل الأميركية على موقع انترنت بمناسبة إحياء ذكرى تلك
المأساة، إن ذلك الحريق الذي أودى بحياة 146 شخصاً في أقل من 20 دقيقة "أدى
إلى بعض أقوى التغييرات في البلاد لناحية سلامة العمال في الصناعات
التحويلية."

ففي 25 آذار/مارس 1911، شبَّ حريق في المصنع حيث كانت مئات من النساء،
ومعظمهن مهاجرات من أوروبا الشرقية، يعملن في الخياطة. قام أصحاب المصنع
بإقفال معظم أبواب الخروج لمنع السرقات. انهار أحد سلالم النجاة من الحريق
تحت ثقل النساء اللواتي اندفعن بكثافة للخروج منه. قفز البعض من المبنى
المحترق من علو 100 قدم ليواجهن حتفهن، فيما لاقت أخريات حتفهن حرقاً.

ذكرت وزيرة العمل هيلدا سوليس في ذكرى مأساة 25 آذار/مارس في نيويورك، أنها
كانت "قصة هامة". وأضافت، "ففي عصر ذلك اليوم الربيعي، أيقظت أصوات الصراخ
المحموم وأجراس سيارات الإطفاء ضمير أميركا".

تشجع وزارة العمل الناس على زيارة موقع الانترنت الذي يسرد قصة الحريق
والظروف التي واجهها العمال الأميركيون في أوائل القرن العشرين.

إرث الحريق
لم يكن لدى العمال سوى القليل من الحقوق في مطلع القرن العشرين في الولايات
المتحدة. عانى الكثيرون من ظروف صعبة وخطيرة، وقضوا ساعات مضنية في العمل
مقابل أجور متدنية. ولم يكن معظمهم منضماً إلى نقابات عمالية.

كان عمال الخياطة في مصنع تراينغل شيرتويست ينتجون بلوزة نسائية شعبية تسمى
"شيرت ويست". وكانت تتناثر في الطوابق الثلاثة للمصنع، الواقعة في أعلى
مبنى مؤلف من عشرة طوابق، مواد قابلة للاشتعال ساهمت في إضرام الحريق. وعلى
الرغم من أن شاحنات الإطفاء التي تجرها الأحصنة هرعت إلى مكان الحريق، إلا
أن السلالم المتوفرة لم تكن قادرة على الوصول إلى أبعد من الطابق السادس.
وقد كانت حصيلة القتلى 146 شخصاً، أي حوالي ثلث العمال الذين كانوا في
المصنع في ذلك اليوم.

حث الحريق على بذل جهود إصلاحية دعت إليها منظمات، مثل الاتحاد الدولي
لعمال ملابس السيدات وناشطة اجتماعية شابة تدعى فرانسيس بركينز، التي أصبحت
لاحقاً أول امرأة تشغل منصب وزيرة العمل في الولايات المتحدة. اعتمدت
مدينة نيويورك وولاية نيويورك، خلال السنوات القليلة التالية، اقوى قوانين
سلامة العمال في البلاد، التي أصبحت في نهاية المطاف بمثابة نموذجاً
تشعريعياً لبقية البلاد.

ساعدت بركينز، كوزيرة للعمل، في وضع نظام التأمين ضد البطالة، وتحديد الحد
الأدنى للأجور، وإصدار قوانين تضمن حق العمال في تنظيم صفوفهم والتفاوض
جماعياً مع أصحاب العمل. أثّرت بركينز على الولايات لتقوية فرض تطبيق
قوانين العمل، وكانت المصممة الرئيسية لقانون الضمان الاجتماعي.

وفي الذكرى المئوية للحريق في عام 2011، قالت سوليس بأنه تذكير "بأهمية
العمل الذي تقوم به وزارة العمل. ففي الحين الذي نتأكد فيه بأن كل شركة
تتحمل المسؤولية عن سلامة وصحة العاملين لديها، لا تزال الصور المؤلمة
للحريق ذات صلة اليوم."

في هذا العام أعادت التأكيد على هذا الموضوع، قائلة: علينا دائماً أن نحمي
عمّالنا الأكثر تعرضاً للأخطار، وعلينا تأمين إجراءات وقائية وشبكة أمان
لجميع العمال. وبالطبع، نعم، علينا التأكد من أن يكون لجميع العمال صوت حول
طاولة المفاوضات."

جرى تصنيف المبنى الذي كان يضم مصنع "تراينغل شيرتويست" معلماً تاريخياً وطنياً، ومعلماً بارزاً في مدينة نيويورك.

راجع موقع الإنترنت لوزارة العمل حول حريق مصنع "تراينغل شيرتويست"، وكذلك
نسخة الهاتف النقال الذي يتضمن رحلة صوتية أجريت عليها تحسينات لاستخدامها
في الهواتف الذكية.