القرش الأبيض الكبير، المعروف أيضًا بأسماء عديدة أخرى، منها: الأبيض الكبير ومستدق الخطم الأبيض والقرش الأبيض والموت الأبيض، هو نوع ضخم من أسماك القرش مغزلية الشكل، يتواجد في جميع المياه السطحيّة لمحيطات العالم الرئيسيّة. تشتهر هذه الأسماك بأحجامها الهائلة، فقد عُثر عبر السنين على أفراد وصل طولها إلى 6 أمتار أو أكثر (حوالي 20 قدمًا)،[1] وبلغت زنتها 2,268 كيلوغرامًا (5,000 رطل).[2] تصل هذه القروش إلى مرحلة النضج الجنسي عندما تبلغ من العمر حوالي 15 سنة، ويصل أمد حياتها إلى حوالي 30 عامًا.
يعتبر بعض العلماء أن القرش الأبيض الكبير هو أضخم الأسماك اللاحمة البحرية، وأحد أبرز مفترسات الثدييات البحرية المعروفة قديمًا وحديثًا. تقتات هذه القروش على طائفة واسعة من الحيوانات البحرية غير الثدييات اللابريّة، من شاكلة: الأسماك وزعنفيات الأقدام والطيور البحرية، وهي الممثل الوحيد الباقي لجنسها، ألا وهو جنس القروش المسننة (باللاتينية: Carcharodon)، ودائمًا ما تحتل المرتبة الأولى في قائمة الحيوانات مُهاجمة البشر، حيث تسببت عدّة لقاءات لأفراد من البشر معها بتعرضهم لإصابات عنيفة، بعضها قاتلة.[3][4][5] من أبرز الحوادث التي وقعت واتُهمت فيها قروش بيضاء كبيرة: هجومات شاطئ نيو جيرسي عام 1916، التي أسفر عنها سقوط عدّة ضحايا، إلا أن عددًا من الخبراء يقول باستبعاد هذه الحيوانات، وأن المتهم الأصلي هو القرش الثور. يُصنّف الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة هذه الحيوانات على أنها مهددة بدرجة دنيا، وقد أدرجت في الملحق الثاني من اتفاقية حظر الاتجار بالأنواع المهددة (CITES)، أي ضمن قائمة الحيوانات غير المهددة بالانقراض حاليًا، ولكن يُحتمل تعرضها له مستقبلاً إن لم يتم إخضاع التجارة بها وبأعضائها لقواعد صارمة
ذاع صيت هذه الأسماك بعد أن ظهرت في رواية الكاتب الأمريكي پيتر بینتشلي، والفيلم السينمائي المقتبس عنها من إخراج ستيڤن سپيلبيرغ، حامل عنوان "الفك المفترس" (بالإنگليزية: Jaws)، حيث صُوّرت على أنها آكلة بشر مفترسة، على الرغم من أن الإنسان لا يُعتبر فريسة طبيعية أو مفضلة لهذه الحيوانات في واقع الأمر.
التسمية
كان عالم الحيوان السويدي كارلوس لينيوس، أوّل من وصف هذه الحيوانات بشكل علمي في العصر الحديث، وأعطاها الاسم الاتيني Squalus carcharias، عام 1758. وفي عام 1833، عاد عالم الحيوان الاسكتلندي، السير أندرو سميث، وأطلق عليها اسم الجنس Carcharodon (نقحرة: كاركاردون)، وفي سنة 1873 اتفق العلماء على دمج اسم الجنس لسميث مع اسم النوع للينيوس حتى أصبح ما هو عليه اليوم Carcharodon carcharias (نقحرة: كاركاردون كاركاريَس). تُشتق كلمة كاركاردون من الكلمة الإغريقية كاركاروس، بمعنى "حادّ" أو "مسنن"، وأودوس، بمعنى "سن