حب مع مع اختلاف القصص والروايات

ه حبٌ في حياته مع اختلاف القصص والروايات التي تمثل هذا الحب ، وبالطبع على رأس هذه القائمة ما يسمونه ( الحب الأول ) ، ذلك لأنه أول ما يمسُ القلب من عاطفة تجاه الآخر، فتحدث سحراً عجيباً لا أقولُ يغيرُ خارطة القلب فقط بل له القدرة على تغيير مسار حياتك بالكامل، ولهذا قصصٌ ليس هذا مقامها وأظن أن لكلٍ منا قصته الخاصة فليرويها لنفسه.

وللحبِ الأول خطوطٌ عريضة تميزه عن غيره ، منها على سبيل المثال لا الحصر أنك رغم حرصك على ألا يعلم أحد به تشعر أن كل من يراك يعلم أنك تحب ، ومنها سعادةٌ تغمر القلب حين الانتظار وحين اللقاء ، مشاعر برغم ما يظنه البعض أنها قاسية في ظاهر الأمر لكن الطرفين يستمتعون بتجربتها للمرة الأولي ، تذكر معي مثلاً حبك الأول حين حدثَ بينكما شجار ، وفجأة وبدون تخطيط مسبق وجدته أمامك عينيه تسكنها العبرات ، يتمني لو ضمك إلى قلبه كي تسمع شكواه وما ألم به من الهم والألم ، وفي لحظة التسامح تجد الحب يكبر ويكبر حتى يسيطر على كل الجوارح، ويقتل بداخلك تلك الفكرة التي كانت تجول بخاطرك يوماً عن أن هذا الحب لن يُتوج إلا بالزواج .
ولما لم يكن بُدٌ من المواجهة بين الحب والواقع ،تلك المعركة التي غالباً ما ينتصر فيها واقعنا علي أحلامنا ، يتحطم الفؤاد وينكسر ، ويذبلُ لونه الأحمر ، يتعكر الصفو وينقلب إلى كآبة ، ولا نجد أمامنا إلا أن نحيا بأمرين ، إما أن نوهم نفسنا أن غداً سيأتي هذا الأول على فارسٍ أبيض كما في ألف ليلة وليلة ، أو نحيا بلا قلب، حياةً جافة مملة كلها يأس وإحباط.

هكذا فعل الحب الأول بي وبك ، ترك علامات بالقلب لا يزيلها أبرع الأطباء ، بل تستطيع أن تقول أنه أغلق باباً في وجه من يطرقه من بعده ، وحتى لو فُتح سيجد الغريب مكاناً ضيقاً حرجاً ، قريباً لن يتحمله ، ولن يجد الحب الجديد أي سبيلٍ سوى أن يترك هذا القلب ، أو يضعف وينحل ويحط من قواه حتى يسعه المكان الذي فَضُلَ له .

غايتي من هذه الكلمات أن الحب الأول يجبُ أن يكون الأخير ، أو على الأقل كما أمرنا الله ، اجعل أول محبينك زوجتك واجعليه أول أحبابك ، هكذا فقط ستتذوقان طعم الحب الأول .

فكر معي مَن أسعدُ مِن مَن؟ ، هل الذي كان حريصاً على ألا يكون خالياً أبداً ، ينتقلُ من حبيبة إلى أخري لا لغايةٍ إلا إشباع جوعٍ قلبي يحرك أفعاله ، أم الذي حرص على أن يجعل قلبه متسعاً لشخصٍ واحد ، حينما يدخلُ قلبه وهو صغير يكبر فيه حتى يصبحان قلباً واحداً نبضاته متزامنة ، يضخ دماً من نوعٍ واحد وإن اختلفت فصيلته .

أرجو ألا أكون قد أسأتُ التعبير عما بداخلي ، فهذه الكلمات أثارتها بداخلي فتاةٌ صغيرة ليس لها من الخبرة شيئاً كثيراً ، لكن فطرتها سليمة ، أغلقت قلبها حتى يحينُ الوقت ، ولم تستعجل كسر القفل ، حتى يجيئها من يملك المفتاح فيدخلُ ويغلق من الداخل............هكذا علمتني الحياة أن لكل وقتٍ أذان ولكل مقامٍ مقال .....فلا تستعجل الأحداث فتخسر حاضرك ولا تستمتع بمستقبلك