مسجد بابري يقع في مدينة أيوديا في أتر برديش الهندية، وهو في موقع متنازع عليه بين المسلمين والهندوس، بناه مؤسس الإمبراطورية المغولية في الهند ظهير الدين بابر. يقول العلامة مصطفى جواد إن اسمه الحقيقي أبو بكر بن عمر في القرن السادس عشر الميلادي،[1] الذي كانت تسيطر مملكته على أجزاء كبيرة من شبه القارة الهندية وما يعرف الآن بأفغانستان.
يقع المسجد على هضبة راماكوت وهي الهضبة التي يؤمن الهندوس أن المعبد الذي ولد فيه ما يعبدونه راما. ويؤمنون أيضا أن المسجد بني على أنقاض المعبد وهو الأمر الذي لم يستطع علماء التاريخ الهنود إثباته بل قد أثبتت الدراسات الهندية الأخيرة أن المسجد قد بني على أنقاض مسجد آخر.
في تاريخ 6 ديسمبر بعام 1992 قام 15.000 هندوسي متعصب بهدم المسجد أمام أنظار العالم وهم من أتباع منظمة بهارتيه جنتا بارتي المنظمة الهندوسية المتعصبة التي وصلت لحكم الهند سنة 1998.
في سبتمبر 2010 أصدرت محكمة هندية قرارًا يقضي بتقسيم موقع المسجد إلى ثلاثة أقسام، ثلث للمسلمين، وثلثان للجماعات الهندوسية المختلفة.[1] وعقب الحكم، قال محامي أحد المدعين الهندوس للصحفيين إن "أغلبية القضاة حكموا بأن المكان هو الذي شهد جلوس راما على العرش، إنه مكان ميلاد راما".
أما قبل صدور الحكم، فقد سيطرت حالة من القلق والترقب على مناطق مختلفة في الهند، وبقي كثيرون في منازلهم وخزنوا المواد الغذائية. وقد وصف رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الحكم بأنه أحد أكبر التحديات التي تواجه بلاده. في هذه الأثناء، نشرت السلطات الهندية أكثر من 200 ألف شرطي في شتى أنحاء الهند تحسبًا لوقوع أي أحداث عنف طائفي.
وتوقعت رويترز أن يساعد هذا الحكم على تهدئة الطرفين المتنازعين في واحدة من أكثر الدعاوى القضائية إثارة للانقسام في تاريخ الهند، الذي بلغ ذروته عام 1992 حينما هدم الهندوس المسجد، حيث وقعت أعمال شغب من أسوأ ما شهدته الهند أسفرت عن سقوط نحو ألفي قتيل. وظل المسلمون منذ ذلك الحين يطالبون بإعادة بناء المسجد، بينما واصل الهندوس المطالبة ببناء معبد في الموقع الذي يقولون إنّ معبودهم راما قد ولد فيه. ومن شبه المؤكد كما تقول رويترز الطعن في الحكم أمام المحكمة العليا، حيث قد يستغرق اتخاذ قرار نهائي أعواما.