تقع هذه المنشآة الدينية في منطقة (ذي عدينة) بمدينة تعز أنشآها السلطان الملك المظفر يوسف ويقول بعض الباحثين أنها اسست في النصف الأول من حكمه (648هـ/1250م) جرت عليها بعض الاضافات والتعديلات خلال العصور المتعاقبة، فقد كانت هذه المنشآة الدينية منذو إقامتها وعلى مر العصور المتعاقبة، محور اهتمام الحكام، لانها تقوم بدور الجامع الكبير في المدينة، كما انها من أقدم المدارس المعلقة، والنموذج الأول الذي أنهجته كثير من المدارس الرسولية بعد ذلك.
يتألف جامع ومدرسة المظفر من بيت للصلاة مساحتها (39,60*15,18م) ويتكون من صدر وجناحين تغطية قبة كبيرة مدعمة بعقود، أما الجناحين الغربي والشرقي تغطي كل منها كابات، ويقع في جنوب بيت الصلاة فناء مكشوف تحيط به الأشجار أما المأذنة فتشغل الزاوية الجنوبية الشرقية منه، وعلى امتداد الصحن في الجهة الغربية توجد مجنة(قبر) بها بائكتان صغيرتان ذات سقف مسطح، أما الجهة الشرقية فقد أزيلت معالمها القديمة ويقع فيها (حمامات).
تمتاز هذه المنشآه الدينية بتكوين جمالي جذاب، عندما تبدو بقبابها البيضاء مختلفة الارتفاع، وكأنها تسبح في السماء تحيط بها خلفيات بألوان داكنه من المرتفعات الصخرية، كما أن معمار هذه المنشآة الدينية نجح في تحقيق التوازن بين الكتل والفراغات، وميزها بحشد من الزخارف المبهرة سواء من الداخل أو من الخارج، ولا سيما في بواطن القباب التي غطت بزخارف متنوعة، فتبدو وكأنها لوحة فنية متقنة عن ذوق فني رفيع.
إذا تكرر الوحدات في تردد سيمفوني متناغم، عكس براعة وإتقان، مما جعلها سجلاً حافلاً لعناصر الفن والعمارة الإسلامية خلال العصور المتعاقبة.