يكشف فيلم "عين شمس" لإبراهيم بطوطى الذى عرض مساء الأحد فى قاعة مركز تاون هاوس وسط القاهرة حالة الفساد وتفشيها فى المجتمع المصرى.
اضطر المخرج إلى عرض فيلمه الروائى الطويل فى مركز ثقافى أهلى بسبب عدم سماح الرقابة بعرضه كفيلم مصرى، لأن السيناريو لم يعرض على الرقابة على المصنفات الفنية إلى جانب عدم أخذه التصاريح اللازمة من وزارة الداخلية للتصوير فى شوارع القاهرة.
قال بطوطى: "إن رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أشار إلى إمكانية عرض الفيلم فى مصر إذا اعتبر فيلماً مغربياً، على أساس أن المركز السينمائى المغربى مول بنسبة كبيرة تكلفة تحويل الفيلم من رقمى إلى شريط سينمائى عادى".
ولفت المخرج الذى شارك فى كتابة السيناريو مع تامر السعيد إلى أنهما لم يكتبا سيناريو بالمعنى الكلاسيكى الذى تطالب به الرقابة والتى لم تطور قوانينها منذ الخمسينيات، ولم تواكب التطورات القائمة فى صناعة السينما فى العصر الحالى.
يصور الفيلم أوجه الفساد من خلال إيقاعات الحياة اليومية لسائق يكتشف أن ابنته الوحيدة الذكية الخفيفة الظل "شمس" مصابة بسرطان الدم.
وتعرض مشاهد الفيلم من خلال عمل السائق الذى يعمل على سيارة أجرة بعد الظهر ولدى رجل أعمال فى الصباح، الكثير من العلاقات الفاسدة فى المجتمع المصرى.
ويقول المخرج: "تعرضنا من خلال مرض شمس (بطلة الفيلم) للاضطرابات السياسية التى تمر بها مصر وما تشهده من مظاهرات، وتعرضنا للفساد السياسى من خلال وصول رجل فاسد إلى البرلمان وللفساد الاقتصادى وعمليات النصب على البنوك وأخذ قروض بلا ضمانات حقيقية وللفساد الطبى و صور معاناة المصابين بالسرطان فى معهد الأورام إلى آخره".
من جانبه اعتبر الناقد طارق الشناوى الذى حضر العرض أن الإيحاءات السياسية التى تضمنها الفيلم جاءت بهدوء دون أن يكون الصوت عالياً فى الأداء وفى التعليق على حالات الفساد القائمة.
وأوضح أن الأداء الذى قام به ممثلون غير معروفين جاء مشبعاً بروح الفيلم، وأضفى عليه صياغة مختلفة تضمنت تحرراً من الشكل التقليدى مما أثرى القيمة الفكرية التى يقدمها.
اعتبر الشناوى أن الصوت الخارجى المصاحب للفيلم يعود بنا إلى سيرة "الحكواتية" فى المقاهى مع الفارق بين التصوير بالكلمات والتصوير السينمائى، وكان هذا التدخل والصوت موفقاً ضمن إيقاعات الفيلم.