وكما هي عادتي ، قمت باكرا فجر الجمعة الماضي ، متلهّفا لموعد أحسبه دوما من العيار الثقيل ..
ولا يهم أن أصل متأخرّا في الميعاد أو لا .. لأن المرأة التي تنتظرني هناك ، قد اعتادتْ على مجيئي
إليها بدون سابق موعدٍ أو إعلام.
وكالمعتاد أيضاً دخلتُ رحاب تواجدها ، مطأطأ الرأس ، متثاقل الخطو ، وشعرتُ بسحابة ما داخل مقلتي
بدأتْ تستجمع أطيافها وكأني بها تبحث عن ومض أو بريق يكون سبباً في الإفراج عمّا في
حمولتها ومكنونها .. لحظات وصلتُ حيث هي ممتدّة في سكون أبدي.. وقبل أنْ أبدأ بالتحية والسلام ،
كانت العين بالمرصاد ، فتعطلتْ آلية اللسان واختلط عليّ تداخل الزمان في المكان ، ولم أستوعبْ
منطق اللحظة حتّى لمستْ يداي بعْضا ًمن تراب قبرها، لأتذكرّ ومن جديد وصيتها وهي في
النزع الأخير ( أرجوك ولدي لا تنسى سورة "يس" عند زيارتي ).. وبالفعل وكما العادة ختمتُ سورة (يس)
ودعوتُ لها ولجميع المسلمين .. وأنا راجع إلى حال سبيلي .. بدأت وفود الزائرين تتقاطر
على المكان .. لأقول في خاطري : حقا إنه موعد من العيار الثقيل .
بقلم تاج نورالدين