الأعلى : كريم رغم مساواة جسده التراب .... عزيز رغم الألم الذي لايجد ما يسكنه
والأدنى .... هو الأدنى ليس إلا .... مهما كانت مظاهر العناية به ... يكفيه ما يشعر به كل عزيز ذل .
فلننظر جيدا في الصورة الأعلى لنجد أنها لمواطن مصري في سن مبارك تقريبا أو يصغره سنا فعوامل الزمن التي أكلت من ملامحه وشربت هي التي تصنع فارقا ملحوظا بين الإثنين حيث يبدو المواطن المصري طاعنا في السن قد تجاوز المائة بفعل الزمن .... والمرض والإهمال
والصورة الأدنى هي للرئيس السابق الذي عاش مطمئن البال هادئا لا يمكنه القلق لأن مستشفى التأمين الصحي لن تقبله مريضا فيها لأن مرضه خارج قائمة الأمراض التي قرر السيد وزير الصحة أن تدرج تحت مظلة النتأمين الصحي .. وجهه المشدود استطاع أن يشده في كبرى مستشفيات العالم وبطبيعة الحال على حساب الدولة ، أليس مواطنا مصريا !! ، ولست متجبرا فوزير مالية مبارك تبجح مبررا خروجه لعمل متابعة عامة للصحة في فرنسا بأن هذا حقه كمواطن مصري .. !!
الصورة الأولى لمواطن مصري كالملايين لم يحظى بكونه مواطنا من الدرجة الأولى ، لذا نجده يفترش الأرض يعصره المرض ... ولن أقول ما لا أعرف وأبرأ الرجل من خطأ ما قد أقترفه في حياته ، ولكن مهما كان فالطبيعي أن هذا الرجل لم يرتكب في حياته ولا يمكن له بطبيعة الحال أن تأته الفرصة ليرتكب من الجرائم ما يساوي جرائم مبارك المعاقب عليها حتى الآن ... فلماذا يكون مبارك المعاقب بالحكم المؤبد ( مع تعاطف المحكمة والحاكم معه ) يتلقى علاجا بأرقى المستشفيات في مصر بينما المواطن المصري هذا يفترش التراب يأكله المرض ؟!
الصورتين معا نضعها أمام الرئيس القادم ولتكن في ملف الصور الخاص به على مكتبه ليتذكر دائما أن مصر تحتاج إلى العدل ... وأن دولة الظلم إلى زوال مهما طال بها الأمد