يخطئ من يظن انه يمكن ان يحقق السعاده بقراءه كتاب او تطبيق منهج فالسعاده لا توجد فى كتب او تطبيق منهج بل هى ثمره اخلاق وليست ثمره علم واكثر ما نقرؤه فى الكتب عن الحب الامثل النموذجى والصداقه الناجحه محض اكاذيب ومن هذه الاكاذيب واكبرها اكذوبه اسمها الاندماج ان اندماج الاثنين فى واحد هو اكبر الشواهد على عمق الحب وحسن الصحبه وسلامه العشره وهى كذبه عظيمه وثمره تطبيقها نكبه اولا لان الاندماج مستحيل ولا يمكن لاثنين ان يصبحا واحد الا بمجموعه من الاجراءات التعسفيه نهايتها التعاسه كمثل ما يحدث من التجسس على الخطابات والتصنط على التليفونات وشق الدماغ لمعرفه ما فيها بحجه انه لايكون الاثنان اثنين وانما يجب ان يكونا واحدا لا اسرار ولا خفايا ولا خصوصيات يعنى اللى فى بطنى فى بطنك واللى فى دماغى فى دماغك لازم نكون احنا الاتنين زى بعض فى كل حاجه وينسى الذين يرجون هذا الكلام ان انتهاك الخصوصيه والشخصانيه والفردانيه هو اسوأ انواع العدوان وهو اشبه باقتحام المجال الجوى او التسلل الى ارض مقدسه او انتهاك حرمه وقداسه الشخصيه الانسانيه هى فى استسراها واستغلاقها فاذا افتضحت انتهت وسقطت هيبتها واستنفدت بذلك العلاقه الانسانيه اغراضها لابد من احترام المسافه التى تحفظ لكل فرد مجاله الخاص وكينونته كانسان مستقل له الحق ان يطوى ضلوعه على شئ وامهاتنا كانوا ينادون ازواجهن باضافه اللقاب ونعوت ويقولون ياسى محمد وكان الزوج يقول لزوجته ياام ابراهيم ويا ام يوسف وكانت تلك الالقاب تحفظ المسافه وتحفظ للعلاقه احترامها ولا ترفع الكلفه بين الطرفين وهو سلوك فطرى لان رفع الكلفه بين الطرفين فى علاقات اليوم اصبح يتداعى الى التخاطب البذئ والى التفاحش فى الالفاظ بحجه رفع الكلفه والصراحه ومنها تنتهى الحياه المشتركه الى حاله من العرى والسخف الذى لا يطاق فلا يمكن ان يصبح الاثنين واحد الا بعمليات بتر وتمزيق وزرع اعضاء وتكون النتيجه ان يرفض كل جسم العضو المزروع كما يحدث فى حكايات زرع القلوب ويموت الاثنان الله خلق كلا منا فريدا منفردا ونسيجا وحده وكل منا يولد وحده ويمرض وحده ويتألم وحده ويشيخ وحده ويموت وحده ويلقى الله وحده
(ذرنى ومن خلقت وحيدا) المدثر 11
(وكلهم اتيه يوم القيامه فردا) مريم 95
الفرديه هى حقيقتنا والتعاطف والمشاركه الوجدانيه والمواساه شئ غير الاقتحام والغزو والاندماج والتعاطف هو الحياه معا والاندماج هو ان يقوم احد الطرفين فى انانيه بالتهام الاخر وهضمه والاستيلاء على مخصصاته وخصوصياته والحاله الاولى انسانيه والثانيه جريمه واستغلال ونفوذ واعجب ان نجد المراه تحاكم رجلها على ماضيه قبل ان يعرفها او ان يلتقى بها وكانها تملكه من يوم ميلاده وهى تسمى ما تفعله حبا تماما مثل الغيره التى تسوقها على رجلها بدعوى الحب وهى فى حقيقتها ذريعه للتسلط والحجر والحصار والتملك .فالحب حب قائم على الغيره من اى شئ ينتهى دائما بالفشل ثم يتحول الى جحيم العدواه وليس نار الاحبه .
فالانسان السوى فى حاجه دائما الى لحظات انفراد مع نفسه وخلوه مع فكره وهى لحظات عزيزه عليه لا يحب ان يقتحمها اى انسان واي كان شأنه
الذى يحب انسانا لا ينتهكه ولايلغ فى احشائه ولايفكر فى ان يكسر دماغه ليعرف ما فيها ولا ينظر اليه باعتباره ارض وقف وانما يجب ان ينظر اليه كانسان حر له خصوصيته واستقلاله وكينونته.