تضحكني .. وأحيانا تترك في نفسي الاثر ، تلك التعليقات والتهجمات التي تفرغون فيها جام غضبكم ، وحقدكم على السياسات الحكومية المتعاقبة ، والتي تضع الف علة على قلوبكم .
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، انتفظت المواقع الالكترونية ، وتهافتت الاقلام الصفراء ، لتركب موجة الغضب التي تبعت كشف اوراق اتفاقية الغاز المشينة ، فأشاروا الى من اخرجها الى حيز الوجود بالبنان ، فكثر الكلام ، وتنوعت التعليقات ، ايمانا منهم ان الكلام وحدة يكفي ، فباتوا يرسمون الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ثم جن جنون الكلمات الافتراضية ، وامسى سباق تعليقات واثبات وجود وبلاغة ،فتغاظوا عن ان حق الشعب الاردني ، وكرامته في مهب الريح .
نعم .. لقد كانوا - وما زالوا - إنهاء الحلم الاردني البريئ ، بإيجاد مصدر طاقة يخفف من ثقل فاتورة الكهرباء عن ضهر المواطن ، ونعم ... لقد فجروا صرح الخيال في اذهاننا بان نملك ثروة وطنية تمتاز بها بلادنا الحبيبة ، فتؤمن لنا الكرامة بين المجتمع الدولي الذي ينظر لنا نظرة الثري لليتيم .. فباعوا الفوسفات .. واليورانيوم .. ونعم .. تبعها سلسلة متتابعة من حملات البيع المخزي ، والتصفية الساخرة ، وكهدية لصمتنا المخجل .. لم يحاسب - الى حد اليوم - اي ممن ثبت تورطهم في قضايا الفساد المالي والسرقة الصريحة من اموال الشعب ، ولم يتخذ في حقهم اي إجراء نثبت من خلالة لانفسنا انا سائرون نحو حرية واصلاح نباهي فيهما شعوب العالم .
بالتالي .. اغلقنا افواهنا ... وافرغنا حماسنا المفرط في "ازرار الكيبورد " واقلام الحبر ، ذلك الحماس الذي كان من واجبه ان يوصل للحكومة انا شعب "لا يؤخذ على قفاه "، وتسد افواهه بالتراب .
كفاهم بيعا ولهوا بما تبقى من مؤسسات الاردن ، كفاهم بيعا لكرامة المواطن الاردني ، وكفاهم لهوا بشرف الجنسية الاردنية ،كفاهم تجارة بالهوية التي هي آاخر ما تبقى له من وطن كان قد عهده شامخا في وجه الفساد واعوانه .
ونحن .. كفانا سكوتا وخنوعا .. لماذا نقف خلف شاشات الحواسيب ، ولماذا نغطي عيوننا بالجرائد ، ما دام بإمكاننا الصراخ وايصال ما في افئدتنا لـ " فوق " ، لماذا لا نفيق ونرى الامر على حقيقته ، انتفض وثر ضد السياسات المخجلة .
وقل كفى تجارة خاسرة ، تخسرونا فيها كرامتنا ، وتخسرون فيها صدقكم .