تبنى مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة بالإجماع قرارا يمدد لفترة أخيرة لبعثة المراقبين في سوريا لمدة شهر, بينما تعهدت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بزيادة تعاونها مع المعارضة السورية بعد الفيتو الروسي الصيني الذي أحبط أمس قرارا يهدد دمشق بعقوبات.
وتم تبني القرار الجديد الذي يحمل رقم 2059 بعد إدخال تعديلات على مشروع قرار عرضته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال.
وقال مراسل الجزيرة في نيويورك إن جلسة التصويت التي تأخرت ساعة سبقتها مشاورات مكثفة أفضت إلى إدخال تعديلات على مشروع القرار الغربي، حيث تم التنصيص في الصيغة النهائية على انخفاض مستوى العنف كشرط لتمديد آخر مشروط لمهمة المراقبين الـ300.
وأضاف المراسل أن القرار الجديد -الذي سبقه تهديد من السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بعرقلة المشروع- يمدد مهمة المراقبين لثلاثين يوما كفترة أخيرة.
لكنه أشار إلى أن القرار يفتح الباب أمام تمديد آخر مشروط بتقييم من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمستوى العنف, فضلا عن أنه يلزم كل الأطراف في سوريا بضمان سلامة المراقبين.
بعد التصويت
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن بلادها ستواصل دعمها للمعارضة السورية وستقوّي العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفة أن أيام الأخير باتت معدودة.
كما تعهدت بتوسيع التعاون مع الشعب السوري لتلبية طموحاته, وزيادة الأعمال الإنسانية لمصلحته.
وكانت رايس قد أعلنت أمس مباشرة عقب الفيتو الروسي الصيني الذي أحبط مشروع القرار الغربي، أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها خارج إطار مجلس الأمن للضغط على النظام السوري.
وأعلن البيت الأبيض بدوره أمس اعتراضه على تمديد بعثة المراقبين في ظل تدهور الأوضاع في سوريا, بيد أنه وافق لاحقا على تمديد مشروط لمهمة المراقبين الذين يعملون في إطار خطة الوسيط الدولي العربي كوفي أنان لتسوية الأزمة في سوريا سلميا.
من جهته, أعلن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليل غرانت اليوم عقب تبني القرار 2059، أنه سيتم سحب المراقبين من سوريا إذا لم تتغير الأوضاع في سوريا خلال فترة الشهر التي تم الاتفاق عليها.
وقال غرانت إن التمديد للمراقبين لفترة أخيرة مرهون بتطور الوضع في سوريا, مؤكدا من جهته أن بلاده ستواصل التعاون مع المعارضة السورية.
موقف روسيا
وأثارت تصريحات رايس بالتحرك خارج إطار مجلس الأمن لمعالجة الوضع في سوريا بعد الفيتو الروسي الصيني، انتقادات من روسيا التي حذرت من عواقب مثل هذا التحرك.
ونقل متحدث رسمي عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله اليوم إن أي تحرك خارج إطار مجلس الأمن في ما يتعلق بسوريا لن يكون مجديا، وأضاف أن مثل هذا التحرك سيلحق الضرر بسلطة المجلس.
وفي وقت سابق اليوم, قال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش تعليقا على تصريحات رايس، إنه 'إذا كانت مثل هذه التصريحات ومثل هذه الخطط تدخل في إطار سياسة فعلية، فأعتقد بأن هذه إشارة مثيرة للقلق جدا جدا بالنسبة لنا جميعا'.