لم يمر فريق الاتحاد لكرة القدم طوال السنوات الماضية بظروف أصعب من التي شهدها معسكره المختتم أمس الأول في مدينة فيقو الإسبانية، والذي امتد قرابة ثلاثة أسابيع استعداداً للموسم الرياضي الجديد تحت قيادة مدربه الإسباني راؤول كانيدا الحريص على رفع معدل اللياقة للاعبين والدخول التدريجي في جو المباريات بعدما غاب عنها الفريق في الشهرين الماضيين.
المعسكر الاتحادي مر بظروف مختلفة أهمها الأمور النفسية ما بين فرح وحزن، وتواجد نجوم الفريق وغياب البعض الآخر. أيام صعبة وأخرى مرت سريعا على عكس بقية الفرق التي ذهبت لمعسكرها، وذلك من أجل الاستعداد فقط بعيدا عن أي منعطفات تعكر صفو اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية.
سبق توجه الفريق إلى معسكره استقالة إدارة الرئيس السابق محمد بن داخل، ليغادر الفريق على دفعتين لإسبانيا دون اللاعبين الأجانب والجهازين الفني والإداري والجهاز الطبي.
أول أسبوع مر على البعثة الاتحادية مثل الكابوس المزعج ففريق يفتقد بصورة مفاجئة اثنين من اللاعبين كانا عنصرين مؤثرين في مستوى الفريق الموسم الماضي.
المصري حسني عبدربه الذي كان يرغب في البقاء، لكن الإدارة السابقة فشلت في التوقيع معه، أما عبده عطيف الذي غادر برفقة اللاعبين من جدة لكنه لم يغادر معهم بل حزم حقائبه متجها إلى النصر الذي يقيم معسكره في برشلونة الإسبانية.
الأحداث المتسارعة أجبرت كانيدا مدرب الفريق على التلويح بتهديد اللاعبين بالعودة إلى جدة في حال استقالة المدرب، ليعود كانيدا ويلمح بعدم الاستمرار مع الاتحاد الذي لا يملك إدارة ولا جهازا إداريا ولا لاعبين أجانب.
بعد ذلك تعلن الإدارة المؤقتة التعاقد مع المغربي محمد فوزي الذي مثل الفريق في الموسم الماضي، والكاميروني موديست أمبامي. الحراك الشرفي جاء بمبادرة محمد الفايز رئيس أعضاء الشرف السابق والمرشح الحالي لرئاسة النادي، إذ حزم حقائبه واتجه لإسبانيا للاجتماع باللاعبين أولاً ومن ثم الإسباني كانيدا، لتعود المياه إلى مجاريها مؤقتا. ويأتي الخبر الذي أسعد الاتحاديين وهو التوقيع مع البرازيلي دييجو سوزا بصفقة هي الأعلى في الكرة السعودية حيث قاربت 50 مليون ريال. وتأتي التحركات من كل حدب وصوب، حيث من المنتظر أن يعلن الاتحاد حاليا التعاقد مع لاعبين آخرين وهما النيجيري كالو أوتشي والأردني أنس الشربيني، وسيكون النيجيري بديلا للمغربي فوزي.
ولعب الاتحاد في معسكره في إسبانيا ثلاث مواجهات ودية ففي اللقاء الأول كسب فريق فيرمونداي الإسباني بهدفين سجلها محمد نور ومحمد فوزي، وفي ثاني اللقاءات واجه فريق دي روسا وكسبه بالنتيجة ذاتها هدفين دون مقابل عن طريق سعود كريري وسلمان حريري. أما المواجهة الأقوى فكانت أمام سبورتنج براغا البرتغالي وخسرها بثلاثة أهداف لهدف. وعاد الفريق صباح الخميس إلى جدة، والمفاجأة كانت في صالة الطيران الخاص، فرغم كل الإشكاليات المصاحبة للمعسكر إلا أن جمهورا كبيرا جداً تواجد منذ ساعات الفجر في المطار في استقبال البعثة الاتحادية في إشارة إلى الدعم الجماهيري الكبير الذي سيجده الاتحاد هذا الموسم من جماهيره.