هلال «كومبواريه».. جدية وانضباط

تقرير محمد فؤاد
عشرون يوماً من الإعداد مكثها فريق الهلال لكرة القدم في مدينة ميونيخ الألمانية وتحديداً في مقاطعة أنتيرشليسيم، استعداداً للموسم الرياضي الجديد. ويحارب الهلال على عدة جبهات، الأولى لاستعادة لقب "دوري زين" الذي حققه في الموسمين الأخيرين ليفقده الموسم الماضي لمصلحة الشباب، والثانية المحافظة على لقب بطولة كأس ولي العهد التي يبدو الهلال مسيطرا على لقبها منذ عام 2007.

الثالثة باتت حلما لجميع الهلاليين وهي دوري أبطال آسيا على أمل التأهل لبطولة كأس العالم للأندية التي يبحث عنها الفريق منذ عام 2000. والأخيرة هي تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين التي لم يذق "الزعيم" طعمها منذ استحداثها في موسم 2008.

فندق "دولسي ميونيخ" احتضن البعثة الهلالية إلى جانب نادي نيوكاسل أحد أبرز فرق الدوري الإنجليزي. وكان المعسكر بأكمله تحت إشراف المدير الفني الجديد الفرنسي أنطوان كومبواريه.

تأخر المدرب

بعد تأخير كبير في التعاقد مع الجهاز الفني منذ نهاية الموسم الماضي، أتمت إدارة الهلال التعاقد رسمياً مع المدرب الفرنسي أنطوان كومبواريه المدير الفني السابق لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي بعقد يمتد لموسمين، وذلك قبل بداية المعسكر بثلاثة أيام إلا أنه غاب في اليومين الأولين بحجة التركيز على الجوانب اللياقية بشكل كبير، حيث تواجد مساعد المدرب ومدرب اللياقة منذ أول يوم في المعسكر، وهما من أشرفا على التمارين التي تركز بشكل كامل على الجوانب اللياقية. والتحق كومبواريه بالفريق في اليوم الثالث للمعسكر وأشرف على التدريب الأول الذي أكد من خلاله للاعبين أن الأفضل والأكثر جاهزية سيكون داخل الملعب، وأن الجدية والانضباط هي الفيصل في التعامل بين الطرفين.

الأجانب يتخلفون والدوليون يتأخرون

اللاعبون الأجانب في الهلال هو الأمر الوحيد الذي لم يحسم حتى الآن رغم نهاية المعسكر، حيث إن الفريق استقر على الثلاثي الأجنبي الكوري الجنوبي يونج بيو، والمغربي عادل هرماش، والقادم الجديد السنغالي قادر مانجان، وذلك بعد مشاورات طويلة بين الأجهزة الفنية الإدارية في النادي، حيث تقرر في بداية الأمر التخلي عن المغربي عادل هرماش إلا أن عدم وجود البديل الأفضل حسب رأي الجهاز الفني جعل مسألة البقاء هي الحل الأخير والأفضل لكل الأطراف. وتم رسمياً بيع عقد المهاجم المغربي يوسف العربي لنادي غرناطة الإسباني بقيمة قاربت الخمسة ملايين يورو. وسيتم التوقيع مع آخر اللاعبين الأجانب خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد التعاقد مع المدافع السنغالي مانجان الذي سيحل بديلاً للمدافع الدولي أسامة هوساوي المحترف في أندرلخت البلجيكي الذي ترك صفوف الفريق نهاية الموسم الماضي. وتأخر انضمام اللاعبين الدوليين الأربعة إلى صفوف الهلال: عبد اللطيف الغنام، يحيى المسلم، حسن خيرات، وخالد شراحيلي بعد فراغهم من المشاركة في بطولة كأس العرب للمنتخبات المقامة في محافظتي الطائف وجدة، إضافة إلى القادم الجديد ياسر الشهراني الذي شارك مع المنتخب الأولمبي في تصفيات كأس آسيا تحت 22 عاما.

المباريات الودية "متفاوتة"

خاض فريق الهلال خلال معسكره ثلاث مباريات ودية، حيث كانت المباراة الأولى أمام فريق شتارنبيج الألماني وهو أحد فرق الدرجة الثالثة في الدوري الألماني، وكسبها الهلال بعشرة أهداف دون مقابل، وكان الهدف من هذه المباراة بالتحديد هو دخول اللاعبين في رتم المباريات بغض النظر عن الفريق المقابل. وكانت المباراة الثانية أمام بطل الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي التي أقيمت في النمسا وانتهت بفوز الهلال بهدف وحيد سجله اللاعب نواف العابد، وأعطت هذه المباراة راحة كبيرة لجماهير الهلال خصوصاً في التنظيم الدفاعي المحكم الذي انتهجه كومبواريه، إضافة إلى الظهور المميز للقادمين الجدد يحيى المسلم وياسر الشهراني.

وختم الفريق معسكره الإعدادي باللقاء الودي الثالث أمام نادي فلسبورج الألماني أحد أندية الدرجة الأولى في الدوري الألماني وخسرها الفريق بهدف وحيد، وذلك بعد أن حل بديلاً للفريق الإيطالي إنتر ميلان الذي كان من المقرر أن يواجهه الفريق الأزرق إلا أن المدرب رفض ذلك بسبب مكان المباراة والذي يبعد عن مقر المعسكر مسافة 300 كيلومتر. وتعد مباراة فلسبورج تجربة ناجحة كونها أمام فريق متمكن، وهذا الأمر يعطي الجهاز الفني فرصة كبيرة لكشف الفريق بشكل واضح سواء الأمور الإيجابية أو السلبية، لكن هذه المباريات لم تكن كافية للجهاز الفني الذي طلب مباراة ودية في الرياض وقبل بداية الدوري. وتقرر أن تتم مواجهة التعاون ودياً يوم الجمعة المقبل على ملعب الأمير سلمان بن عبد العزيز في نادي الهلال لتكون الاختبار الأخير قبل خوض مباريات دوري زين للمحترفين للموسم الجديد حيث يتأهب الهلال لمواجهة هجر في الأحساء يوم الثاني من آب (أغسطس) المقبل ضمن لقاءات الجولة الأولى من منافسات دوري زين السعودي.

التعاقد مع جهاز طبي جديد

تعاقدت إدارة النادي مع الطبيب الفرنسي فابريك برايند للإشراف على الإدارة الطبية في النادي، وذلك بعد الإخفاق الكبير في عمل الأجهزة الطبية في الموسم الماضي والذي ذهب ضحيته العديد من اللاعبين يأتي أبرزهم عبد العزيز الدوسري، الذي تم تشخيص إصابته بشكل خاطئ مما جعلها تتفاقم. ويعد الجهاز الطبي الجديد بقيادة الطبيب فابريك من الكفاءات الطبية الأبرز على المستوى الأوروبي، حيث أشرف على الفريق الفرنسي الشهير أولمبيك ليون، إضافة إلى إشرافه على المنتخب الفرنسي الأول لمدة عشر سنوات متتالية.