كان شابا غافلا ومعرضا ومقترا في حق نفسه وحق ربه .. لكنه رغم كل عيوبه كانت لديه خصلة جميلة وهي حرصه على مجالس الذكر .. والتي استمر على زيارتها والجلوس فيها رغم تقصيره ببعض العبادات حتى جاء اليوم الذي تموت فيه أمه فيتأثر تأثرا شديدا ويعزم على التوبة وعلى الإنابة ويلازم مجالس الذكر لكن هذه المرة مع الاستقامة والهداية ..
يقول بعض الإخوة في
ليلة من الليالي وكانت ليلة جمعة قلنا: يا فلان ما رأيك بعد صلاة الفجر بساعتين يعني الساعة السابعة نذهب لمغسلة الأموات فنغسل معهم ونشاركهم في هذا الأجر ونتعظ بما نرى فقال: نعم والله إنها فكرة طيبة وأيضا نصلي على الجنازة بعد صلاة الجمعة ثم نذهب إلى المقبرة وأزور قبر أمي.. اتفقوا على هذا وتفرقوا عليه..
يقول أحد الإخوة خرجت بعد صلاة الفجر وإذا بسيارة الإسعاف عند بيته فخفت وذهبت مباشرة إلى باب بيته فوجدت قريبا له قلت ماذا حدث ماذا حصل؟ قال:
زميلكم فلان انتقل إلى رحمة الله .. يا فلان قل كلاما غير هذا·· بالأمس كان معنا اتفقنا في هذا اليوم أن نذهب إلى المغسلة والمقبرة قال نعم انه فارقكم ورجع إلى البيت فما نام وإنما فرش سجادته وصف أقدامه وقام لله عز وجل يقول فلما انتهى من قيام الليل أخذ المصحف واتكأ على الجدار وبدأ يقرأ بالقرآن حتى جاءه الموت على هذه الحالة يقول دخلنا والمصحف معه والسجادة مفروشة أمامه