لو علم المفرطون فيك الثمن الذي سيدفعونه مقابل إسترجاعك والتفيء في ظلالك مرة أخرى لما أستكانوا لغيابك حتى أصبحت أمراً منسيًا . لكنهم جهلوا قدرك و عدلك ورحمتك حتى هجرتهم غير آسفة عليهم . واليوم تتعالى أصواتهم بين من يريد جُلكِ مُجلاً ثمنكِ , وبين من يُساوم في إستعادتك فيطلب بركة خيراتك زاهداً و ناكراً فيما لك عليهم ورافضًا ضريبة المجد الذي ستمنحينهم إياه.
وها هم اليوم يرونكِ طيفاً يمُر على المدائن الخرِبة يتلمسها ثم يختفي قبل أن يَهبُها النهوض ويسمعونكِ همسًا يرجِع صداه خاويًا كلما تمتم الحرف أين أنت ِ؟ وتتقلب الأبصار هنا وهناك على مسرح كنت نجمته الفريدة و مدرسته الوحيدة ومنظاره الذي يرون منه الكون و ميزانه الذي يقيسون به حال دنياهم ولذا لم تتغاير مفاهيم محبيك في فهمك ولم تتبدل فيك حسن الظنون.
كثيرٌ منهم اليوم يمرون على ناطحات دخان يتهافتون عليها وربما تبركوا بها ويمجدون أهلها وقد زه