جلبت محاولة الاعتداء على حياة السفير السعودي في واشنطن العلاقات الايرانية الامريكية إلى أدنى مستوى له على الاطلاق. بيد
أن هذا الحدث لم يحدث في فراغ : الاستفزازات الإيرانية الموجهة إلى
الولايات المتحدة قد زادت في الآونة الأخيرة ، مما يثير احتمال حدوث
المواجهة ، حتى لو كان محدودا ، بين البلدين. على
مدى الأشهر القليلة الماضية ، قتلت الميليشيات الشيعية التي تدعمها ايران
عددا كبيرا من الجنود الاميركيين في العراق ، كما لو كان يشير الى ان
القوات الامريكية سوف تنسحب من العراق في الأشهر المقبلة لاطلاق النار.ومثل هذا الانطباع من شبه المؤكد تخدم الدعاية الإيرانية على دور ايران حاسمة في تطهير المنطقة من وجود أميركا.
»
في الوقت نفسه ، شهدت منطقة الخليج العربي زيادة في الحرس الثوري ضد استفزازات البحرية السفن الامريكية وطائرات الاسطول الخامس. وبالمثل
، اتخذ الشيعة في شمال شرق المملكة العربية السعودية ، ومعظم المنطقة
الغنية بالنفط في العالم ، وحملوا السلاح للمرة الأولى هذا الشهر — وفقا
للسعوديين بناء على طلب من ايران. إيران هي عرضة للتحريض كثير من الحجاج أرسله إلى مكة المكرمة في موسم الحج ، الذي يبدأ في وقت قريب. وعلى
الجبهة النووية ، التي حظيت باهتمام أقل بسبب الاحداث في العالم العربي ،
تشعر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ، حول
إمكانية أن يكون لإيران بطرد مفتشي الوكالة الدولية ردا على الكشف عن
المواد التي يجرم إيران.
على
هذه الخلفية ، أحال مسؤولون كبار في الادارة الاميركية ، بمن فيهم نائب
الرئيس بايدن ووزيرة الدفاع بانيتا ، وتهديدات صريحة لإيران. ذهبت
وزيرة الخارجية كلينتون إلى أبعد من ذلك : في ما نؤمن به هو إعلان غير
مسبوق ، التي وجهتها المعارضة الإيرانية مباشرة ، مما يشير إلى أن يطلبوا
المساعدة الدولية "كما فعل الثوار في ليبيا".
يمكن هذه السياسة الاستفزازية الإيرانية لا ولكن يبدو من المستغرب نظرا لقوتها تتناقص على ما يبدو. دوليا ، هو عزلة ايران المتزايدة وفرض عقوبات ضد البلاد وتشديد. داخليا
أيضا ، وهناك تقارير متزايدة حول خلافات حادة داخل القيادة الايرانية ،
وبين الرئيس أحمدي نجاد والمرشد الأعلى آية الله خامنئي ، الذي أعلن أنه
يجوز الغاء مكتب الرئيس — في إشارة إلى أحمدي نجاد لا يتجاوز سلطته
محدودة. بالإضافة
إلى ذلك ، في الربيع العربي ، الأمر الذي أدى بالفعل الى سقوط الانظمة
والاجراءات الواردة متفاوتة من الدعم من الغرب ، من شأنه أن يؤجج
الاحتجاجات في ايران على الرغم من رصد النظام والقمع المتزايد من سكانها. في سياق البرنامج النووي ، والتقييمات المختلفة تشير الى ان ايران تواجه صعوبات في التقدم.
علاوة
على ذلك ، استفزازات إيران تظهر الدهشة خاصة في ضوء التقييمات التي وضعها
وأضعفت السلطة في الأشهر الأخيرة نتيجة للأحداث في سوريا ، والتي قد تتحول
الى حرب أهلية دموية. يضطر
إيران ، قلقة من زعزعة الاستقرار في محاذاة المنطقة التي شيدت ، على
الوقوف من دون أي قدرة كبيرة لمساعدة حليفها الرئيسي في المنطقة. ومع
ذلك ، فإنه ليس من المستبعد ان تحد ايران هي جزء من الردع محسوبة تهدف إلى
إظهار تكلفة سقوط الأسد ، وينبغي أن تتخذ خطوات أكثر صرامة الدولي ضد
سوريا. سقوط الأسد هو أيضا عرضة لجعل ايران في محاولة لتحصين النظام في طهران ضد ضرر ممكن ، والتعجيل بالتالي على "سباق للقنبلة."
مصدر التهور ايران على ما يبدو يكمن في
تقييمها على الأقل في ولاية الرئيس أوباما باختصار ، لعدد من الأسباب ، لن
تجرؤ على النظام للقيام بعمل عسكري ضد إيران :
قرار الرئيس لسحب القوات الأمريكية من العراق يدل عدم وجود رغبة أمريكية للانخراط في مواجهات قتالية أخرى.
الأزمة
الاقتصادية الحادة في الولايات المتحدة واوروبا وحقيقة أن الولايات
المتحدة مقبلة على انتخابات الرئاسة عام الغرفة الحد أميركا للمناورة ،
وقدرته على النظر بجدية في الخيار العسكري ضد ايران.
نجاح الخيار العسكري ليس بأي وسيلة مضمونة. في نهاية هذه العملية ، قد يثبت أن النظام الإيراني لا يزال في السلطة ، ولم يعرقل مشروعها النووي على محمل الجد.
حتى يمكن لعملية عسكرية محدودة في ايران لها انعكاسات مصيرية على الساحتين الاقليمية والدولية. وبالتالي فإن الولايات المتحدة تفضل على ما يبدو العمليات السرية.
استجابة ضعيفة نسبيا الأمريكية لاستفزازات إيران يعزز هذه التقديرات الإيرانية ويكون عرضة للموجه إلى الانخراط في خطوات أكثر تحديا. حتى
الآن ، اقتصر رد فعل الإدارة الأميركية على محاولة اغتيال السفير لتشديد
العقوبات ضد ايران ويشير الى ان الولايات المتحدة ومن المرجح أن تجعل من
الصعب على الشركات التي تبيع النفط المكرر إلى إيران للقيام بأعمال تجارية
في الولايات المتحدة — وهي خطوة يمكن الطلب بشكل حاد ، وربما لا يطاق ، وتكلفة ايران. وعلاوة على ذلك ، كشفت الاستخبارات الأميركية أدلة على أن تورط مع ايران الانخراط في نشاط محظور بالتزامن مع برنامجها النووي. ويمكن تضمين هذه الأدلة في تقرير الوكالة القادم لتمثيل أسباب إضافية لزيادة الضغط على ايران. بالإضافة
إلى ذلك ، العديد من الجمهوريين يطالبون الآن بأن توسيع نطاق الاستجابة
لإيران ، وأعلن نائب الرئيس جوزيف بايدن حتى أن الولايات المتحدة من المرجح
أن تذهب أبعد من ذلك وأنها "لا تتخذ أي خيار من على الطاولة". ومع ذلك ،
يبدو أن في إيران تقييم احتمال أن تترجم هذه التهديدات إلى عمل منخفضة.
هو إيران لا يخاطرون تقييم خاطئ حول استراتيجية أميركا؟ ويمكن
على الرغم من عدم الشهية الأمريكية لفتح جبهة أخرى ، مهمة اتخاذ اجراءات
عقابية ضد ايران الاميركية في ظل ظروف معينة قد تصبح أكثر جاذبية لواشنطن. الادارة تدرك أنه نتيجة للانسحاب من العراق سيكون أكثر عرضة للنفوذ الإيراني المتزايد. هذا
التطور المحتمل هو مقلق للغاية ليس فقط للادارة ولكن أيضا لكثير من الدول
في المنطقة ، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والأردن. وبالتالي ، فإن الضغط على واشنطن ، وخصوصا من دول الخليج ، لمواجهة التحدي الإيراني عسكريا أيضا سوف يزيد على الأرجح. سيتم
إجلاء القوات الأمريكية من العراق منح ايران الريح الخلفية ولكن الإرادة
الحرة أيضا الولايات المتحدة من احتمال وقوع هجوم ايراني على قواتها هناك ،
والسماح للولايات المتحدة لتهديد إيران بمزيد من المصداقية.
سيكون خطوة عدوانية أمريكية ضد ايران تخدم المصالح الأميركية في سياقات عدة. فإنه طمس صورة أميركا ضعيفة وتراجع (من العراق وأفغانستان) في الوعي الدولي. فإنه سيتم إعادة تأهيل قوة الردع الاميركية في المنطقة وتثبت لحلفائها ان واشنطن لم مهجورة لهم. مثل
هذه المواجهة من المرجح أن تؤدي قيادة اسرائيل في الجدول ، ولو في المدى
القصير ، وخيار تنفيذ عملية عسكرية احادية الجانب الإسرائيلي ضد إيران. بالإضافة
إلى ذلك ، من المحتمل مواجهة لتحسين وضع الرئيس أوباما (الذي شجعه نجاح
حلف شمال الاطلسي في ليبيا) في الرأي العام الأميركي ، وتحسين حظوظه لإعادة
انتخابه في السباق الرئاسي المقبل.
باختصار ، لقد اتخذت الجانبان بعض الخطوات الهامة في الأشهر الأخيرة نحو تصادم محتمل ، حتى ولو محدودة في نطاقها. حتى
الآن على الرغم من انخفاض نقطة لم يسبق لها مثيل في العلاقات بين ايران
والولايات المتحدة ، واحتمال حدوث تصادم بين البلدين ، وبالتأكيد واحد شامل
، ويبدو منخفضا. القيادة الايرانية هو توجيه سياساتها مع سياسة حافة الهاوية ، ويقاس حذرا ، كما هي عادتها. في
ظل هذه الظروف ، فإن مشاجرة بين الجانبين ليس من المرجح تصعيد الحالي
وطبيعته السرية إلى حد كبير إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق. ومع ذلك ، يمكن أن يندلع اشتباك محدود نتيجة للتصعيد غير مقصود
للامانة منقول
موضوع: هل الولايات المتحدة وايران على مسار تصادمي ؟؟؟ 
السبت سبتمبر 08, 2012 11:14 am
