كشفت دراسة طبية عن
وجود علاقة وثيقة بين الكثير من الأمراض الجلدية وبين الحالة النفسية
للمريض، وهو ما يجعل كثيرا من الأطباء المتخصصين في أمراض الجلد يرسلون
مرضاهم إلى العيادات النفسية، لتشخيص المرض الجلدي تشخيصا صحيحا ووصف
الدواء المناسب.
وأوضحت الدراسة أن
من أمثلة الأمراض الجلدية ذات العلاقة بالامراض النفسية خلو أماكن في الرأس
أو الحاجبين من الشعر بفعل المريض نفسه الذي يلجأ الى شد شعره بسبب ما
ينتابه من القلق والخوف والتوتر، فهو يشد شعره اثناء ممارسته عاداته
اليومية مثل الأكل والقراءة أو أثناء مشاهدة التلفزيون.
وهذه حالة عصبية لا
تنحصر بشد الشعر فقط، بل ونزعه ايضا وربما من منطقة في فروة الرأس او حاجب
العينين، ويحتاج هذا المريض لجلسات نفسية لعلاجه، فالاستهانة بهذا المرض
النفسي قد يؤدي الى خسارته لجزء كبير من شعر رأسه.
ومن الأمراض الجلدية
التي تسببها الحالة النفسية ظهور حزاز على الذراعين والبطن والوجه
والاعضاء التناسلية، وهي عبارة عن حبيبات مغطاة بقشور رقيقة تضفي على الجلد
لونا بنفسجيا، وتؤدي الى الهرش العنيف الذي يخلف بقعا غامقة في مناطق
الجلد المصابة، وتظل هذه البقع موجودة حتى بعد الشفاء.
ويلجأ بعض الذين
يعانون من الاكتئاب الى إيذاء انفسهم بإحداث تقرحات في اجسادهم، خاصة في
الاماكن الظاهرة، ويطلق على هذه الحالات - التي تكون أسبابها نفسية -
الامراض الجلدية المفتعلة، وعلاجها يكون صعبا لانها تحتاج الى التشخيص
السليم.
وامراض الجلد تنعكس
ايضا على الحالة النفسية، فالتشوهات الجسدية الظاهرة تخلق معاناة داخل
الانسان فيشعر بالحرج والضيق، ومن هنا فإن الدراسة تؤكد على ان اكثر
المصابين هم مرضى البهاق والجذام والصدفية .