عدد المساهمات : 8263 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/06/2012 العمر : 31 الموقع : منتدي خلاصة تجاربي
موضوع: ضعف التمسك بتعاليم الإسلام سببٌ في تزايد حالات الإثنين سبتمبر 17, 2012 8:33 pm
أكد الداعية الإسلامي يوسف أبو قنديل من علماء الأزهر الشريف، على أن الإسلام اهتم بالأسرة منذ بدء تكوينها وذلك بوضع الأسس والقواعد التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل وعواصف الأزمات. وأضاف أبو قنديل في حوارٍ خاصٍ مع (موقع وفاء لحقوق المرأة) أن الطلاق من أبرز المشكلات التي تواجه الأسرة المسلمة في الفترة الأخيرة، لافتاً إلى وجود عدد من الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة، أبرزها: عدم الانسجام ونقص الحكمة في التعامل بين الزوجين، وفشل الزوجة في الحفاظ على تألقها وجعل نفسها جذابة لزوجها من خلال مظهرها وثيابها. الطلاق أسبابه وكيفية التصدي له، والآثار المترتبة عليه، وحقوق المرأة المُطلقة، محور اللقاء مع الشيخ يوسف أبو قنديل، فإلى النص الكامل للحوار.
كيف ينظر الدين الإسلامي إلى الأسرة المسلمة، وما هي الأسس القوية التي وضعها الشرع الحنيف لاستمرارها؟ إن الدين عند الله الإسلام وهذا الدين ارتضاه الله لخلقه وجعل الناس شعوباً وقبائل مجتمعية تتكون من أفراد ترتبط ببعضها لتكون أسر وهي اللبنة الأولى في المجتمع، وجاء الزواج في الإسلام كأسمى نظامٍ وتشريع يحفظ للإنسان كرامته، ويصونه ويميِّزه عن سائر المخلوقات وهو استجابةً للفطرة الإنسانية، حيث يحمل المسلم في نفسه أمانة المسؤولية الكبرى تجاه من له في عنقه حق التربية والرعاية، وللزواج فوائد عامّة ومصالح اجتماعية. ونذكر أبرز تلك الفوائد والمصالح: أولاً: الحفاظ على النوع الإنساني، إذ به يتكاثر ويستمر النسل الإنساني. ثانياً: المحافظة على الأنساب. ثالثا: سلامة المجتمع من الانحلال الخلقي لسد الغرائز البشرية التي خلقها الله في الإنسان. رابعاً: في الزواج تعاون الجنسين في بناء الأسرة، وتربية الأولاد وغير ذلك من الفوائد العديدة لتكوين الأسرة المسلمة. وللعلاقات الأسرية أهمية كبيرة في الإسلام لكون الأسرة أصغر وحدة في بناء المجتمع، وعلى كاهلها تقع مسؤولية إنشاء ورعاية وتربية الأجيال. ولقد تصدى علماء الإسلام لقضايا الأسرة وركزوا على وسائل بنائها البناء السليم الذي يضمن الاستقرار والدوام تحت مظلة الحب والوئام والمودة والرحمة، انطلاقا من آيات كتاب الله العزيز وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما اعتنى الإسلام بالأسرة منذ بدء تكوينها وذلك بوضع الأسس والقواعد التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل وعواصف الأزمات، ولاستمرار العلاقة بينهما حدد الإسلام دورًا ووظيفة لكل من الرجل والمرأة في الحياة الزوجية، وذكر لكل منهما حقوقًا وواجبات. فمن واجبات الزوج الإنفاق على زوجه قدر استطاعته لقول الله عز وجل: ( لينفق ذو سعة من سعته)، وقول رسول صلى الله عليه وسلم: " ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"، ومن واجبات الزوج أيضاً أن يحسن معاملة زوجته ويعلمها تعاليم دينها، ويشاورها في شؤونهما وعلى الزوج أن يصبر عليها ويأخذها بالرفق واللين، ويبتعد عن كل ما يؤدي إلى القسوة وإلحاق الضرر بها وغير ذلك من الواجبات التي لا يتسع المقام لذكرها. وأما واجبات الزوجة فهي أهم وأكبر فما الزوج إلا طفل كبير والزوجة الناجحة هي التي ترعى زوجها كما ترعى الأم أصغر أبنائها وأحبهم إلى قلبها، والآية الكريمة عندما ذكرت: ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن (بمعنى أن الزوجة تكون ستراً لزوجها وتخفف عنه الشدائد وتذلل له الصعاب وتكون عوناً له كما يستتر الإنسان بملابسه. فعلى المرأة أن تعي أن طاعتها لزوجها وقيامها على شؤون حياته، عبادة لله ولها عليها أجر عظيم، وعليها أن تعلم وتعي أن للرجل حق القوامة عليها لا تسلبه سلطته وآرائه وأن الزوج هو جنة المرأة ونارها، فإن طاعة الزوج من طاعة الله ومعصيته من معصية الله. وهناك أمور تهدد هذا الارتباط الأسري الوثيق منها: 1- المفاسد الاجتماعية، وظاهرة التحلُّل الأخلاقي، والتي تتصاعد يوماً بعد آخر ، وأصبحت تهدِّد مستقبل الأُسَر بحيث لا يعلم كلا من الزوج والزوجة حقوق وواجبات الأخر وبعد الزوج والزوجة عن تعاليم الدين الحنيف مما يؤدي إلى إفساد الحياة الأسرية التي يطلبها الإسلام . 2- انشغال الزوج والزوجة في العمل لتوفير الحياة الكريمة لأنفسهم وأبنائهم وهذا لا يعطى للزوج ولا للزوجة الوقت الكافي لتربية الأبناء الذين ارتبطا من أجلهم. 3- عندما ينشغل الزوج والزوجة عن الأبناء يصبح الأبناء عرضة للأفكار الغربية الفاسدة وسد أوقات فراغهم فيما لا ينفع ولا يفيد.
الطلاق أصبح ظاهرة ملموسة في المجتمعات العربية والخليجية على وجه الخصوص، برأيكم ما هي الأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة المهددة للاستقرار الاجتماعي؟ من أسباب تفكك الأسر الطلاق الذي شرعه الله لحل مشاكل الأسرة والتي لا تحل إلا به، فهناك أسباب كثيرة للطلاق، منها عدم الانسجام بين الزوجين[2] ومن أسباب الطلاق أيضا عدم القدرة على الوفاء بحقوق الطرف الآخر من الزوج أو الزوجة، أو فشلها في الاستماع إليه وعدم طاعة زوجها فيما يتعلق بالأشياء التي أمرها الله بطاعته فيها ومنها أيضا إساءة الزوج معاملة زوجته وظلمه لها وعدم المعاشرة بينهما بالمعروف، ومن الأسباب كذلك عدم الحكمة في التعامل مع بعضهم البعض، أو فشل الزوجة في الحفاظ على تألقها، و جاذبيتها لزوجها من خلال مظهرها وملابسها الجميلة. وأيضاً المشاكل المالية التي تتعرض إليها الأسرة حيث أن الزوج لا يملك أن يحقق متطلبات أسرته ومن الأسباب أيضاً الإساءة الجسدية والاعتداء الجنسي وسوء المعاملة العاطفية من قبل الزوج للزوجة ومن الأسباب أيضاً إدمان الكحول وتعاطي المخدرات من الزوجين.
بعض الرجال يستخف بالزواج والحياة الأسرية، وأصبحنا نسمع عن الطلاق المبكر أو السريع، برأيكم هل يرجع ذلك إلى سوء الاختيار من الطرفين أم قلة الوازع الديني لدى بعض الرجال؟ كثير من حديثي الزواج من الشباب لا يقدر الحياة الأسرية والرابطة الزوجية وأهميتها وقدسيتها في الإسلام مما يجعله يفرط فيها وينهيها عند حدوث أي مشاكل قبل أن يفكر في الحلول وأيضا من الزوجات من تستخف بالزواج والحياة الأسرية وهذا يرجع إلى سوء الاختيار من الطرفين من ناحية، ومن ناحية أخرى قلة الوازع الديني لدى بعض الأزواج والزوجات وعدم مراعاة واجب الآخر وحقوقه، وقله الخبرة لدى الزوج والزوجة في معاملة الآخر معاملة حسنة بالمعروف.
ما هي نصيحتكم التي توجهونها للرجال أو النساء اللاتي يعتبرن الطلاق هو الحل الأول؟ نصيحتي لمن يعتبر الطلاق هو الحل الأول أن يعلم أن الله جعل الطلاق حلاً لمشاكل لا تحل إلا بالطلاق، فقد جعل الله لمن أراد أن يطلق زوجه أن يطلقها لعدة فرضها الله في كتابه وفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من سنته مصداقا لقوله تعالى: ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم)، وهذه العدة هي فترة راحة بين الزوج والزوجة يبتعد كلاهما عن الآخر فتره من الوقت يسترجع فيه الزوجان الأوقات الطيبة بينهما، فإن صمم على الطلاق عليه أن يمسك زوجته في بيته حتى تحيض ثم تطهر ولا يمسها في هذا الطهر ثم تحيض ثم تطهر ولا يمسها أيضا في هذا الطهر ثم تحيض ثم تطهر، وبعد ذلك إن شاء طلق وإن شاء أمسك ففي هذه الفترة يمكن أن تستميله الزوجة فيمسها فتستمر الحياة بينهما بالشرع الحنيف الذي أمر الزوج والزوجة بالحفاظ على هذه الأسرة، مصداقاً لقوله تعالى: ( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا).
ما هي الآثار المتوقعة على الأولاد والمرأة في هذه الحالة؟ إذا تفككت هذه الأسرة فالضرر الأكبر يكون على الأبناء لأن الزوج يتزوج والزوجة أيضا تتزوج ويشرد الأبناء ويصبحوا مشتتين بين الزوج المتزوج بغير الأم والزوجة المتزوجة بغير الأب، فلا الزوج يهتم بأبنائه من الأم المُطلقة ولا الزوجة تهتم بأبنائها لأنها في عصمة رجل آخر.
ما هي الحقوق المالية للمرأة المُطلقة بصفة عامة؟ حقوق الزوجة المُطلقة المادية على زوجها تتلخص في عدة أمور : الأول: المتعة وهي مبلغ من المال يدفعه الزوج لها على قدر وُسْعِه وطاقته، لقول الله سبحانه وتعالى ( ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقا على المحسنين ) وقوله تعالى: ( وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين ). الثاني: المهر المتفق عليه كاملاً، المقدم – إن كان بقي منه شيء – والمؤخر ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها) رواه الترمذي. الثالث: النفقة والمسكن في العدة إن كانت رجعية لأنها في تلك الفترة لها حكم الزوجة لإمكان ارتجاعها له في أي حين ما دامت في عدتها الرجعية. وكذلك إذا طلقت وهي حامل، سواء كانت رجعية أو بائناً، حتى تضع حملها، لقول الله تعالى ( أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن ) [الطلاق:6]. الرابع: للمُطلقة أيضاً مدة الإرضاع وأجرة الإرضاع، كما قال الله تعالى ( فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن ) [الطلاق:6] . الخامس: نفقة الأولاد الكبار عن سن الرضاعة وتوفير مسكن لهم .
وكيف يمكن تغيير النظرة السلبية للمرأة المُطلقة سواء من قبل المحيطين بها أو المجتمع ككل ؟ المجتمع العربي ينظر إلى المُطلقة نظرة تشاؤمية وكأنها هي السبب في طلاقها وحدها والرجل الباحث عن الزواج قلما يرتبط بالمُطلقة فهو يشعر بأنها السبب في طلاقها، وأنه لو كان بها مميزات ما طلقها زوجها وأيضا المرأة المُطلقة تنظر إلى نفسها وكأنها فشلت في الحفاظ على الأسرة واقترفت ذنبا في عدم تحمل الزوج وإرضائه للتمسك بها. ونعالج هذه النظرة للمطلقة بأن نقول للمجتمع ارحموا هذه المرأة الضعيفة فربما أسباب طلاقها ليست بيدها بل بظلم مطلقها لها، ونقول للمُطلقة لا تنظري لنفسك على أنك كنت السبب في هذا الطلاق، طالما كنت تريدين طاعة الله ورسوله في الحفاظ على هذه الأسرة وإرضاء زوجك قدر استطاعتك. وعلى المرأة المسلمة أن تعلم بأنها تشترك مع الرجل في الحقوق والواجبات أمام الله، فهناك حقوق وواجبات يشترك فيها المرأة و الرجل على حد سواء, فهم أمام أحكام الله في هذه الدنيا سواء, كما أنهم أمام ثوابه وجزاءه في الدار الآخرة سواء , قال عز وجل: ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون), وقال جل ثناؤه ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، وقال سبحانه: ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض), وقال تعالى: ( فاستجاب لهم ربهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى), وقال جل ثناؤه: ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون), وقال عز من قائل: ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ).
كلمة أخيرة توجهونها للمرأة والفتاة المسلمة عبر موقع وفاء لحقوق المرأة؟ أقدم نصائح لأخواتي وبناتي وأقتصرها في عدة نقاط: - على المرأة المسلمة أن تؤمن بالله عز وجل رباً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، بالإسلام ديناً، وتظهر آثار الإيمان عليها قولاً وعملاً واعتقاداً، فهي تحاذر غضب الله تخشى عقابه وتحذر مخالفة أمره سبحانه. - وعليها أيضاً أن تحافظ على الصلوات الخمس بوضوئها وخشوعها في وقتها، لا يشغلها عن الصلاة شاغل، ولا يلهيها عن العبادة مله، فتظهر عليها آثار الصلاة. - وعليها أيضاً أن لا تخلو بأجنبي غريبا عنها سواء كان زميلاً أو قريباً لها ليس بمحرم. - وعليها أيضاً أن تربي أطفالها على طاعة الله تعالى، ترضعهم العقيدة الصحيحة، وتغرس في قلوبهم حب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم. - وعليها أيضاً أن تحافظ على الحجاب وتتشرف بالتقيد به، فهي لا تخرج إلا متحجبة تطلب ستر الله وتشكره على أن أكرمها بهذا الحجاب. - وعليها أيضاً أن تحفظ قلبها من الشبهات والشهوات وتحافظ على وقتها لا تهدره في غير طاعة الله. وأخيراً أدعو الله أن يحفظ رجال المسلمين ونساء المسلمين وأن يجعلهن تقيات نقيات متسترات وأن يزوجهن بأزواج صالحين.