صاحب قلم الإخفاء ، وقلب
الأدواء .. لا عجب أن تصدر منك روائح كريهة ، تنبعث من صدر مسلول ، ينفث في
( مقالاتي ) حقدا ، وغـلا ؛ لأنك مازلت مقيما في المراحيض العمومية لا
تبرحها ، متحصنا خلف أبوابها لا تفارقها ، متواريا عن الأنظار ، لا ترى من
الأثواب غير الأسمال المتهالكة والمتهرئة ، تقتطع منها خرقا صغيرة ، تزيل
بها نجاستك المزمنة .. ولا تستنشق من الهواء إلا الخبائث ، والنتن ، تزفرها
في وجوه العباد ، فتؤذيهم أشد الأذى ، إلى درجة أن خبثت فيك حاسة الجمال ،
وتعفنت ملكة الذوق السليم ، وصرت بلعنة من الله والملائكة والمؤمنين
خنفساء كريهة اللون والقشرة !!
ولا يحضرني في هذا المكان المقزز ، الذي اتخذته مأوى لا تغادره ، سوى دعاء الخلاء :
« بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث » .
ثم لا أحب أن أمكث فيه مكوثك ، بل أخرج منه ، وأقول :
« غفرانك ، الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني