إذا كان لا يشرفك أيها الشعرور المغرور أن
تكتب معنا في جريدتنا ؛ لأنها قد أصبحت ـ في نظرك الأعور ـ لكل « من هب
ودب » ، وتربأ بنفسك عن الخوض معنا ، وتستعلي بمقامك الأعلى عن مقامنا
الأدنى ، فإننا نحن بدورنا يريحنا كل الراحة أن لا تكتب معنا ؛ وتخف عن
كاهلنا أثقال من الأسفار لا يحملها إلا بغل وحمار ؛ لأنك قد أصبحت ، وأمسيت
، وغدوت ، « تغط وتزيط » ... إذا كنت أصلا تكتب ؛ فأنا أشهد ـ والشهادة حق
ـ أنك لا تكتب !!
وإذا كتبت لا تفيد ؛ فجميع ما كتبت إلى
يومنا هذا ، لا يتوفر فيه شرطا الكتابة الأساسيان ، وهما : { الفائدة
والمتعة } ؛ فأنت لم تفد القارئ يوما ، في كل ما حبرت من أوراق ، وسودت من
كلمات ، إن شكلا ، وإن موضوعا ، ولا جعلته يتمتع ، سواء بنظم شعري ، أو نص
نثري .. !!
ولتعلم أنه ما أبعد الفرق ، وأوسع البون ،
بين من « يهب ويدب » ، وبين من « يغط ويزيط » ؛ فالهبوب والدبيب فعلان
إيجابيان ، نافعان ، في كثير من الحالات والأحوال .. والغطيط والزياط فعلان
سلبيان ، ضاران ، في أغلب الحالات والأحوال ؛ بل هما فعلان قبيحان يزريان
بصاحبهما ، ويشينان خلقه ، ويهدران كرامته ...
ولكي تدرك هذه الحقيقة ،
وتتأكد من دلالة هذه الأفعال جميعها ، وتعرف وجوه معانيها ، فما عليك إلا
أن تعود إلى ( لسان العرب ) أو ( القاموس المحيط ) أو ( تاج العروس ) أو ما
شئت من القواميس ، لعلك تحيط علما ، وتتهذب لسانا ، وتتجمل ردا ، فتتقي
بأس وقوة كل من « هب ودب » ، وتشفى من عادة كل من « يغط ويزيط » .. !!