يحدّثنا القرآن الكريم عن طاقتين في ذات الإنسان؛
طاقة إيجابية ترتفع به
إلى مواقع المسؤولية وإلى ما يقرّبه من الله سبحانه وتعالى ويجعله في موقع
السعادة في الدنيا والآخرة، وطاقة سلبية قد تهبط به إلى أدنى المستويات،
وتبتعد به عن الله، وتسير به في مواقع الهلكة، وتحوّل حياته الخاصَّة
والعامة إلى حال من الفوضى.
فهناك العقل والعاطفة، والفكر والغريزة، والمبدأ والشهوة... ونحن، عندما
نريد أن نصنع لأنفسنا الشخصية الواعية التي تتميّز بالبصيرة، وتتحرَّك في
الخطِّ المستقيم، وتؤكّد الحق في كلِّ ما تفكّر فيه وما تمارسه وتتحرّك
فيه، فلا بدَّ من أن نأخذ بأسباب العقل، لأنّ العقل هو الطَّاقة التي يمكن
للإنسان من خلالها أن يميّز الحسن من القبيح، والحق من الباطل، والخير من
الشر، وهو الّذي يدفعه إلى أن يختار الحق مهما كان مرّاً، وأن يختار الخير
مهما كان صعباً، وأن يختار الاستقامة مهما كانت معقّدةً في الواقع.