هل أغمي علي؟.....هل التبس أمري في فكر
العالم من حولي؟.....إن ما يحدث لي الآن و بشكل طارئ ليس الوحيد في سجلات
عقلي فقد حفظت تكويني و عرفت (بالحق) ماذا يعني عند إله الكون أن يخلق
إنساناً تتواجد فيه كل المكونات التي تؤهله للإنسانية و لكنها لا تضمن له
وجودها بالمثول التام إن لم يشقى في سبيل الحصول عليها..
و يا ذاتي التي تسمعني بأساليب مجهولة
تتمادى المادة في إبعادها عن الاعتبار لتدخلها في مجال الغيبيات: إن لم أكن
مستعدة للموت لأجل تحقيق الغاية السماوية التي أسسها الله للإنسان فلن
أكون صادقة مهما بذلت من محاولات لأقنع العالم بكفاءتي أو لأرضي النفس
المتوهمة أو لأشبع عطش الغرور المتغطرس...سأتحدث معك بالأسلوب المباشر ففي
داخلك أجد طموحي مكتوباً و محفوظاً منذ الأزل....
اشهد علي يا الله: لقد دخلت في أغوار
الذات و فكرت بعقلي الحاضر و أمعنت في طلب الإرادة و الإدراك الذي تفحصت
ذاتي التواقة إلى الخلود من نافذته المشعة بأنوار المعرفة.....لكنني يا
الله أجد كل شيء في داخلي برؤية لا مفر من صحتها و لا ريب في فصاحة مظهرها
بيد أنني لا أشعر بأي شيء في داخلي ،و كأن شعوري سحب كما تسحب الدماء أو
فرغ بطريقة حاذقة حتى آلت الأوضاع إلى جلوسي في حيرة مرارتها رغم عظمتها
أقرب إلى الأمل منها إلى التيه و الضلال بل هي مع كل ما تتفتق عنه من يأس
قوة لأنني جعلتها بإرادتي الروحية تتخذ منحى لا يؤدي إلى النتيجة التي
ستتخذها تصرفات المادة الخالية من العلم إن لم أوجه إرادتي الخلاقة إلى
صواب العزيمة بقبضة من حديد......