الله خلق الناس مختلفين ، ومنقسمين ،
وأكبر اختلاف ، وأعظم انقسام ، هو بين مِؤمنين وكافرين ، بين موحدين
وملحدين .. فإذا كان هذا المخرج أو غيره ، لا يؤمن بالله ، وكتبه ، ورسله ،
فماذا تنتظرون منه ؟
هل تعتقدون أن هواه سيكون تبعا لما أنزل
الله من دين سماوي ، وتشريع رباني ، وحقائق أزلية .. وبالأحرى أن يكون على
دين محمد ( ص ) ، الذي جاء برسالة خالدة ، قوضت معالم كثير من الجاهليات ،
والوثنيات ، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وقوم الأخلاق ، وهذب
النفوس ، وسما بالإنسان من درك الحيوانية الهابطة إلى درجة الإنسانية
العالية ... طبعا لا .. فهو ، وكثيرون غيره ، يعز عليهم أن يتخلصوا من
ميراث الجاهلية ، ويخالفوا عن ما ألفوا من طباع وعادات ، تسير في طريق
الشهوات الدنيئة ، والرغبات المنحطة ، والملذات العاجلة .
والله يقول عن هؤلاء ، في سورة البقرة : "
أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا
تقتلون . وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون . "
ورسول الله لا يستطيع مخلوق في الوجود أن
يسيء إليه ، لأن الله الذي خلقه ، ورباه ، وأدبه ، قال عنه : ( وإنك لعلى
خلق عظيم ) وقال أيضا ( إن شانئك هو الأبتر ) ، وأخبره في أكثر من آية
ومناسبة أن كثيرا من الكفار والمشركين والمنافقين سيحادونه ، ويحاربونه ،
ويفترون عليه افتراءات شتى ، وفي حياته الشريفة قالوا عنه : ساحر ، وكاهن ،
وكذاب ، وشاعر ، ومجنون !!
ولكن الله وعده أنه سيعصمه من الناس كافة ، وسينصره على جميع أعدائه .
ولا يضرون من ضل إذا نحن اهتدينا ،
واقتدينا بسيرة نبينا العظيم ، وسرنا في الحياة وفق ما أتى به من سنة إلهية
، وشريعة ربانية ، فكنا خير الأمم . وليس علينا هدى المغضوب عليهم
والضالين . فحساب الجميع عند الله