خرج البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب
ريال مدريد بتصريحاته الغريبة بعد الخسارة أمام إشبيلية وأعلن أنه مدرب بلا
فريق، في إشارة إلى الأداء السيئ الذي قدمه لاعبوه في رابع لقاءات الليغا
هذا الموسم.
ورغم اتفاقي مع المدرب
"الداهية" أن الأداء كان باهتاً، إلا أني أختلف معه في سبب ذلك الأداء الذي
كلف الريال خسارة ثانية من أربع لقاءات خاضها في حملة دفاعه عن لقبه.
سبب الخسارة بلا شك كان
مورينيو! قد يقول قائل إنه أشرك تشكيلة مثالية، وذلك صحيح، لكن تلك التشكية
لم تستطع الوصول إلى المرمى الأندلسي وتسجيل هدف التعادل طوال 92 دقيقة،
لأن الفريق تلقى الهدف في باك كاسياس في الدقيقة الثانية.
التشكيلة التي دخل بها مورينيو
هي ذات التشكيلة التي خاضت لقاء برشلونة في إياب كأس السوبر، وقدمت مباراة
مميزة، واستطاعت الفوز على ميسي ورفاقه، والتتويج بلقب السوبر الإسباني..
إذا أين الخلل؟
الخلل واضح، وهو أن مورينيو لم
يستطع فنياً إيجاد الحلول الكفيلة بوصول لاعبيه إلى مرمى إشبيلية، فمن غير
المعقول أن الفريق الذي هزم برشلونة، وقدم مباراة مثالية في الهجوم والدفاع
لم يكن قادراً على تشكيل أي خطر على مرمى بالوب، إلا من تسديدات قليلة من
خارج منطقة الجزاء.
أخفق "المو" في تهدئة لاعبيه
فوف أرضية الميدان، ولو أن الحكم كان منصفاً لطرد هيغواين ودي ماريا في
الشوط الأول، ولتلقى كاسياس المزيد من الأهداف بسبب ذلك النقص.
تبديلات مورينيو في الشوط
الثاني كانت غريبة بعض الشيء، عندما زج بكريم بنزيمة بديلاً لدي ماريا
ليكون المهاجم الثاني جنباً إلى جنب مع هيغواين، وإدخال مودريتش مكان
أوزيل، والغريب في قراءة مورينيو أن الفريق كان يعاني في صناعة الهجمات
والفرص، ولم يكن لاعبوه قادرين على تمرير 4 تمريرات متتالية.
المشكلة كانت في وسط الملعب
وصناعة الفرص، وليست في المهاجمين، وكان حري بالبرتغالي أن يكتفي بهاجم
واحد (بنزيمة أو هيغواين) ويزيد اللاعبين القادرين على خلق مساحات في وسط
الملعب، كأن يشرك كاكا مثلاً، أو يبقي أوزيل مع مودريتش.
بعد التعادل أمام فالنسيا
والخسارة أمام خيتافي كانت الحجة التي تساق من الجانب الملكي أن اللاعبين
لم يستردوا لياقتهم بعد، لكن الآن بعد خوض 3 لقاءات في الليغا واثنين في
كأس السوبر ولقاءين دوليين مع منتخبات بلادهم، لا يمكن التعلل باللياقة،
كما لا يمكن التشكيك بقدرات لاعبي الملكي، فهم من بين الأفضل في العالم.
كل ذلك يدل على أن الخلل كان
فنياً وهذا دور مورينيو، فالوقوف للضربات الثابتة وتحديد واجبات كل لاعب من
مهمة المدرب، وتحديد طرقة اللعب قصيراً أو طويلاً، من العمق أو على
الأطراف، تسديد أو اختراق، كلها من المهام الأصيلة التي يجب على المدرب
تحديدها لضمان الفوز.
اللقاء انتهى وخسر الريال، ويجب
على مورينيو أن يعترف انه وحده يتحمل الخسارة، لأن الدفاع المدريدي أخطأ
في لحظة واحدة هي الركنية التي جاء منها الهدف، لكن البرتغالي أخطاً طوال
اللقاء واكتفى دماغه بإعطاء الأوامر لدمائه بالتجمع في وجهه الذي بدا
محمراً من الغضب طوال فترات اللقاء.
موضوع: ريال مدريد فريق بلا مدرب 
الجمعة سبتمبر 21, 2012 4:36 pm
