اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان المطلوب في سورية حل
سياسي وهذا الامر كنا ننادي به منذ اليوم الاول للازمة في سورية. ولفت الى
انه "منذ وصول المبعوث الدولي كوفي أنان الى سورية لم يستند الى مبادرة
الجامعة العربية مما يعني ان هذا الامر انتهى"، داعيا الى "الحوار بين
النظام والمعارضة خاصة ان القيادة السورية كانت جاهزة لهذا الامر منذ
البداية كما انه بدأ باصلاحات جدية".
كلام السيد نصر الله جاء
الجمعة في كلمة القاها في حفل افتتاح مجمع السيدة زينب(ع) في منطقة حارة
حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت التي تعرضت الى قصف وحشي
خلال العدوان الصهيوني على لبنان في تموز من العام 2006.
ولفت
السيد نصر الله الى ان "موضوع اسقاط النظام في سورية بالخيار العسكري انتهى
ايضا وهذا الامر واضح من خلال النظر الى الوضعين الدولي والاقليمي"، واشار
الى ان "هناك تراجعا في الموقف الدولي المتأثر بالوضع الميداني حيث
المعارضة المسلحة عاجزة عن اسقاط النظام وهذا الامر واضح"، واوضح ان
"الرهان على اسقاط النظام السوري عسكريا رهان فاشل وله تكاليف كبيرة"، ورأى
ان "التدخل العسكري الخارجي الذي كان خطرا حقيقيا في الشهور الماضية
يمكننا القول ان هذا الامر انتهى بشكل حاسم او على الاقل تراجع ولم يعد
يتحدث عنه الا الولايات المتحدة التي هي أضعف جهة في الموضوع السوري"،
واضاف ان "الكلام عن ارسال قوات عربية الى سوريا انتهى كما ان تسليح
المعارضة في سورية انتهى على المستوى الدولي والعربي بسبب مخاطره".
ولفت
السيد نصر الله الى ان "الوضع السوري يحظى باهتمام اقليمي وعالمي وبالامس
كان هناك 3 قمم لدول مهمة ومؤثرة في العالم والمنطقة"، واعتبر ان "هذا
الامر طبيعي لان الموضوع السوري ومستقبل الاوضاع السورية سيكون له تأثير
كبير على وضع المنطقة"، ورأى "اذا كان هناك من دول المنطقة والعرب من
يريد سلامة المنطقة واستقرارها واذا كان هناك حقا من يخفق قلبه على الشعب
السوري فالحل اصبح واضحا وهو سياسي من خلال الحوار ولا حل اخر غيره"،
واعتبر انه "من كان مخلصا عليه ان يقدم المساعدة أي كان موقعه"، مؤكدا ان
"غير هذا الحل ليس من مصلحة سورية ولا من مصلحة الامة بل من مصلحة اسرائيل
ومصلحة كل من يريد تفتيت المنطقة".
و حول ذكرى يوم الارض، قال
السيد نصر الله إن "هذا يوم من ايام فلسطين ويوم من ايام القدس"، واضاف انه
"جرت العادة ان يخرج الاخوان الفلسطينيون سواء في داخل فلسطين او في
الشتات للتظاهر وليتضامن معه اخرون من مناطق مختلفة في الارض"، ولفت الى ان
"دلالة هذا الاحياء كبيرة جدا وهي تعبير عن التمسك بالحق وبالقضية
وبالمقدسات وبالارض"، واشار الى ان "المحتلين ومن يتآمر معهم يريدون من
الشعب الفلسطيني ومن امتنا ان تنسى فلسطين ان تخرج اساسا من دائرة
الاولويات ومن دائرة الاهتمام ومن ثم تنسى وان يستسلم اهلها بالامر
الواقع".
وشدد السيد نصر الله على ان "هناك نية لدى اسرائيل لضم
اراض جديدة من الضفة الغربية"، ورأى ان "هذا استهزاء بالعالم العربي وبكل
القمم العربية"، ولفا الى ان "فلسطين لم تخرج من دائرة الاهتمام بسبب
العديد من العوامل على كل المستويات وفي مقدمة هذا العوامل عامل المقاومة
التي ابقت هذه القضية حية حتى اليوم"، وتابع ان "كل محاولات انهاء هذه
القضية وتصفيتها فشلت رغما انه انفق في سبيل هذه الغاية مئات المليارات من
الدولار".
واكد السيد نصر الله ان "الفلسطينيين يعبرون عن
اصرارهم بالتمسك بقضيتهم وارضهم"، ولفت الى انه "من المهم ان يتمسك
الفلسطينيون بارضهم ومن وراءهم كل الامة"، واعتبر ان "اليوم مجددا تعود
القضية الفلسطينية لتقرع ابواب كل العرب والمسلمين وتقول إنها المسؤولية
الاساسية في رقبة الجميع"، واوضح ان "الامة في الكثير من مساحاتها وساحتها
لا تتحمل المسؤولية مع انها قادرة على صنع الانتصار"، واضاف انه "ببساطة
هذه الامة بالنسبة لقدرتها على استعادة القدس وفلسطين تملك قدرة هائلة
وتستطيع ان تنجز هذا الامر ببساطة"، وشدد على ان "الطريق واضح لكنه يحتاج
الى الاردة والى العزم ونحن نعتقد ان مستقبل شعوب المنطقة هو مستقبل هذا
الفكر وهذه المقاومة"، وتابع انه "بعد القمة العربية في بغداد نقول ان كل
ساعة تمر وفلسطين تحت الاحتلال سيسأل عنها اولا وقبل كل شيء الحكام العرب
وبعدهم جيشوهم في يوم من الايام لان هذه الامة كانت قادرة على رفع الظلم
وهي لم تفعل حتى الان".
السيد نصر اللهوفي الشأن البحريني، اوضح
السيد نصر الله ان "عدم ادراج الموضوع البحريني على جدول اعمال القمة
العربية هدفه عدم الاعتراف بوجود المشكلة في البحرين"، ولفت الى ان "بعض
الدول العربية هددت بمقاطعة القمة اذا وضعت قضية البحرين على جدول
الاعمال"، وشدد على ان "هذا التجاهل يزيد من مظلومية الشعب البحريني لكنه
لن يمس من معنويات وعزيمة هذا الشعب الذي يعيش هذه الحالة من الصبر
والتضحية منذ انطلاقة ثورته"، واضاف انه "من غير الطبيعي ان لا تكون
البحرين نقطة على جدول اعمال القمة العربية لان شعب البحرين شعب عربي مصر
على الخيار السلمي ولكن يقتل في كل يوم"، وسأل "ما الفارق بين شخص يقتل
بالرصاص او بالغازات السامة"، مشيرا الى ان "الغازات السامة قاتلة
ويستخدمونها في البحرين لكي يقولون انهم لا يستخدمون الرصاص"، لافتا الى ان
"هذه الغازات تلقى على البيوت ايضا وليس فقط على التظاهرات وهذا قتل عمد".
في
الوضع اللبناني الداخلي، قال السيد نصر الله إن "بعض المنتظرين لنتائج
الاحداث في سورية عليهم اليوم اعادة التقويم لان الاتجاه العام للاحداث في
سورية اصبح واضحا ومحسوما ولا داعي ان تضييع الناس في لبنان الوقت وتكمل
على رهانات فاشلة وخاسرة"، وتابع "نحن منذ البداية قلنا اننا لا نريد ان
نخرب البلد صحيح ان هناك اختلاف على الوضع في سورية وليعبر كل انسان عن
رأيه ضمن الضوابط التي تحفظ الامن والاستقرار في لبنان"، ولفت الى انه
"يمكننا ان نختلف وندمر البلد ويمكننا ان نختلف ونحفظ البلد".
السيد
نصر الله وفي الشأن الحكومي، اكد السيد نصر الله "نحن في رأينا ان استمرار
الحكومة فيه مصلحة للبلد ولاستقراره ودائما نطلب منها ان تكون جادة وان
تعمل ليس لانها حكومة حزب الله بل لانها حكومة مسؤولة ومعنية في معالجة كل
الامور"، واوضح "نحن نحرص ما امكن على عدم انتقاد الحكومة ولكن هذا لا يعني
انه ليس لدينا ملاحظات ولكن طالما اننا نعتبر انها مصلحة نرى ان العمل
الجدي والتواصل والتعاون مصلحة ايضا لذلك نسأل ونبحث كيف نستطيع ان نجمع
ونحل المشاكل من دون توتر ومن دون صدام مع احد".
ولفت السيد نصر
الله الى ان "في لبنان الحكومات تسقط في السياسة وتبقى في السياسة سواء
كانت منتجة وممتازة او فاشلة"، واضاف "نحن نقول ان الحكومة يجب ان تنجز
لانها مسؤولة ان تنجز بغض النظر ان كانت ستبقى ام لم تبق"، ورأى ان
"النكيات هي التي تعرقل الكثير من الانجازات والمشاريع النكايات الشخصية
والحزبية والفئوية"، ودعا "كل مكونات السلطة والحكومة ان يكون هناك همة
وعمل وهناك مسؤولية يجب ان نتحملها امام الناس وعلينا الاتفاق والعمل لان
هذا يحمي البلد"، وتابع انه "اذا كانت الطائفية تمنع محاسبة اي انسان في
البلد نقول ان هناك يوم قيامة وسنسأل عن اعمالنا في هذا اليوم".
وحول
افتتاح مجمع السيدة زينب(ع)، لفت السيد نصر الله الى ان "هذه المنطقة التي
بني عليها المجمع بالتحديد تعرضت خلال حرب تموز 2006 لقصف وتدمير كبيرين
بشكل متعمد"، واشار الى ان "الرسالة الاسرائيلية كانت واضحة من التدمير
وكانت سياسية ومعنوية ونفسية"، وأكد ان "الرد على التدمير كان من خلال
الاصرار على الاعمار ومن خلال مشروع وعد".
و قال السيد نصر
الله "يبقى لهذا المجمع في هذا المكان وفي هذه الظروف خصوصية"، واضاف
"عندما اتخذنا القرار ببناء هذا المجمع قررنا ان يكون الافتتاح في اختتام
مشروع وعد"، وتابع "خلال اسابيع قليلة سنقيم احتفالا كبيرا في باحة الشورى
لنعلن للعالم ان هنا ارادة الحياة وتسليم مفاتيح اخر المنازل التي تم اعادة
البناء".
وأوضح السيد نصر الله "اخترنا لهذا المجمع اسم السيدة
زينب وهذا ليس بالصدفة وانما خيار واعي لان هذا الاسم لهذه الشخصية
العظيمة له دلالة ومعنى ومنها الثبات على الحق والتمسك بها والمضي به
والصبر على المصاعب والامل بالله واليقين بالمستقبل ولذلك اخترنا هذا
الاسم"، واشار الى ان "العدو اراد سحقنا ونحن نقول لهم بالاعمار وبالصبر
نحن هنا باقون وانتم ان شاء الله الى زوال ولن تمحوا ذكرنا والمستقبل بيننا
وبينهم"، وأكد ان "المستقبل حاسم ان شاء الله"