وصف مصدر مطلع سابق بوزارة
البترول تصريحات المهندس، أسامة كمال، وزير البترول، بقدرة الوزارة على
توفير مخزون استراتيجي من البوتاجاز يكفي مدة 15 يومًا، بأنه «من المستحيل
توفير تلك الكمية»، مؤكدًا أنه في أفضل الأحوال كان المخزون الاستراتيجي
للهيئة يكفي يوما ونصف اليوم فقط.
وقال المصدر، الذي رفض ذكر
اسمه، الذي شغل منصبًا رفيع المستوى بوزارة البترول، لـ«المصري اليوم»، إن
«متوسط استهلاك البوتاجاز اليومي يبلغ مليون أسطوانة في فصل الصيف، بما
يعادل 12.5 ألف طن يوميا، ويرتفع إلى مليون و250 ألف أسطوانة في موسم
الشتاء، بما يعادل 15 ألف طن يوميا، وذلك يعني أن تحقيق المخزون
الاستراتيجي المأمول من قبل الحكومة ليغطي احتياجات 15 يوما يتطلب توفير
طاقات تخزينية لنحو 180 ألف طن، وهو أمر يستحيل تحقيقه في ظل القدرات
التخزينية الحالية».
وأكد أنه «لا يمكن احتساب
القدرات التخزينية الحالية كخزانات استراتيجية، نظرًا لاشتمالها على قدرات
خاصة بمعامل التكرير، أي أن القدرة التخزينية الفعلية أقل من 110 آلاف طن».
وأضاف أن «الاعتماد على التخزين
العائم (السفن المتخصصة) في النقل والتخزين لا يمكنه استيعاب الكمية
المطلوبة لتنفيذ تصريحات الوزير عمليًّا، نظرًا لأن مستوى غاطس ميناء
الإسكندرية لا يستوعب سفنا تزيد حمولتها على 30 ألف طن، فيما يقل في ميناء
السويس، بسبب الغاطس إلى 7 أو 9 آلاف طن على أقصى تقدير».
وأشار إلى أن «في أفضل الأحوال،
عندما كانت الهيئة تعتمد سياسة مختلفة في شراء المنتج قبل عدة أعوام، من
خلال ملء الخزانات والاعتماد على المراكب القادمة من الخارج، لتدعيم السوق
المحلية، كان المخزون الاستراتيجي للهيئة يكفي يوما ونصف اليوم فقط، فكيف
سيتم توفير مخزون لمدة 15 يوما؟».
من جانبه، قال الدكتور تامر
أبوبكر، رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات: «على الحكومة أن تطرح خطة
لزيادة القدرات التخزينية للمنتجات البترولية، وطرحها للقطاع الخاص للتنفيذ
لتحقيق الرقم الاستراتيجي المأمول لمخزون المنتجات البترولية الحيوية، على
أن يقتصر دور الحكومة على المراقب والمنظم للسوق».
كان المهندس أسامة كمال، وزير
البترول، قد أعلن في وقت سابق أن الحكومة ووزارة البترول قررتا توفير مخزون
استراتيجي من البوتاجاز يكفي لمدة 15 يومًا، لتلافي صعوبات مستقبلية.
وكشفت بيانات صادرة عن الهيئة
العامة للبترول أن إجمالي السعات التخزينية للبوتاجاز على مستوى الجمهورية
يبلغ 110 آلاف طن، بما يعني أنها تكفي 8 أيام فقط، بمتوسط استهلاك مليون
أسطوانة يوميًا، بحسب بيانات الهيئة العامة للبترول.