أعلن وزير الثقافة فاروق حسني أن الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء اٌلإيطالي سيلفيو برلوسكوني سيقومان بافتتاح طريق الكباش في 20 فبراير المقبل بعد إعادة جزء كبير منه ليبدو كما كان قبل أكثر من 1500 عام.
وقال حسني الذي يرأس أيضا المجلس الأعلى للآثار خلال جولة قام بها بمرافقة الأمين العام للمجلس زاهي حواس ومحافظ الأقصر سمير فرج وعدد من الصحفيين إن «فرق العمل في مشروع الكشف عن طريق الكباش استطاعت أن تنجز 80 % من العمل من كشف وترميم وتجهيز للمنظر العام للطريق ليعود إلى مظهره السابق أيام الفراعنة».
وعثر الفريق العامل في الطريق على 420 تمثالا من أصل 890 تمثالا وضعت على هذا الطريق على شاكلة أبو الهول، يمثل وجهها الملك نختانبو نفسه والجسم جسم الأسد، وهي موزعة على الطريق الذي تم كشفه ما بين معبدي الكرنك والأقصر بطول يصل إلى 2700 متر وبعرض 76 مترا.
وعثر أيضا قبل بضعة أسابيع في نهايته بالقرب من معبد الكرنك على طريق جديد للكباش أكد حواس في حينه أنه طريق الاحتفالات الدينية التي كان يشهدها معبد الكرنك في لقاء الإله آمون مع زوجته الإلهة موت.
ويصبح طريق الكباش هذا الثالث الذي يعثر عليه بالقرب من مجمع معابد الكرنك في منطقة الأقصر، بعد طريق الكباش الضخم الذي شيده إمنحتب الثالث والد فرعون التوحيد إخناتون واشهر فراعنة الأسرة 18.
كان الفريق المصري عثر خلال الكشف على معاصر زيوت وخمارة من العصر الروماني إلى جانب منشآت اقتصادية أخرى، كما عثر على بقايا كنيسة ترجع للقرن الخامس الميلادي وهي كنيسة العذراء، وأيضا على مقصورة لخبر رع أحد كهنة الأسرة الحادية والعشرين (1081-931 قبل الميلاد)، وعلى خرطوش يحمل اسم الملكة كليوبترا ويثبت زيارتها إلى الأقصر ومعابدها.
وبلغت كلفة المشروع ما يقارب 120 مليون جنيه مصري (19 مليون دولار تقريبا) تضمنت دفع تعويضات عن هدم أكثر من 560 مبنى سكنيا ومحلا تجاريا ومبنى حكوميا ودار عبادة، كما أعلن في حينه المجلس الأعلى للآثار بالاتفاق مع محافظة الأقصر.
غير أن مواطنين من المدينة بينهم رئيس مجلس إدارة مركز «وطن بلا حدود» صفوت سمعان، يرون أن الثمن «الإنساني الذي يتم دفعه نتيجة هذا التطوير الذي حول فكرة السياحة من نعمة إلى لعنة كبيرة جدا وكم الهدم كبير جدا ولم يتم تعويض الكثير من المالكين».
وأكد أن «الحديث المتداول بين أهالي المدينة يشير إلى أن عدد المباني التي أزيلت قد يصل إلى أكثر من 6500، وليس كما قيل في البداية إنه 560 فقط».
وتابع «نحن نفتخر بوجود مثل هذا الطريق الأثري في مدينتنا ومسرورون بإعادة الحياة له وإظهاره بكل رونقه التاريخي، لكن ليس على حساب حياتنا، فأقل ما يجب أن يكون هناك تعويض عادل عن كل أمر إزالة لصاحب المبنى والمستأجرين في هذا المبنى أيضا».
وفي اتصال هاتفي مع المحافظ سمير فرج قال إنه لا يعرف عدد البيوت التي أزيلت «لأنها تحتاج إلى إحصائية من إدارة المساحة في الأقصر»، إلا أنه أكد أن «المحافظة قامت بدفع كل مبالغ التعويضات لمن أزيلت مبانيهم ومساكنهم».
وأضاف «أنا أتحدى أيا كان من الذين هدمت منازلهم أن يقول إنه لم يأخذ تعويضه كاملا وإن تعويضه ليس عادلا ضمن المقاييس القائمة في حينه».
وتابع «نعم هناك ثمن إنساني كبير في هذا المشروع حيث إن الكثير ممن تعودوا على العيش في مكان معين واضطروا للانتقال إلى مكان آخر لن يكون الموضوع سهلا بالنسبة لهم».
ويتطلب الكشف عن طريق الكباش الجديد واستكمال الكشف عن الطريق القديم إزالة نجع أبو عصبة الذي يقع بالقرب من معبد الكرنك وتوجد على أطرافه بقايا تماثيل طريق الكباش الذي يوجد فيه ما بين 220 منزلا حسب مصادر المجلس الأعلى للآثار و300 منزل حسب الأهالي.
وكان المحافظ سمير فرج أكد أن «هذا النجع لن يزال الآن لأن موازنة المشروع استنفدت إلا إذا حصل جديد وتقرر استكماله وإنجاز الكشف عن الطريق في هذه المنطقة».