فى تحليل نفسي لهذه الشخصية المتسلطة تضيف الدكتورة فاطمة: هذا الرجل بداخله خوف من المجتمع، يستمد أمانه والإحساس بالسيادة من فرض سيطرته على أهل بيته وزوجته تحديداً؛ فيلجأ إلى تضييق أفق حياتها، وتقليص علاقاتها، وتوجيه أفكارها وآرائها ومشاعرها وتصرفاتها، يحول صلاتها المحببة بالأهل والصديقات إلى عمل كريه؛ ليصبغ أفكارها وحياتها بلون غامق كئيب، فيذوب تقديرها الذاتي لنفسها، ولا تجد أمامها سوى زوجها ملاذاً! الزوج المتسلط هو الشرقي الذي يقع أسير الصراع المحتدم بين حاجته إلى حب زوجته وخوفه منها؛ نعم فهو كرجل شرقي لديه إحساس بأن حبه للمرأة -زوجته- يعطيها القدرة على إلحاق الضرر به، حرمانه، محاصرته، إهماله، هجره؛ لهذا يضاعف من ضغطه وسيطرته ليسلبها البقية الباقية من عزمها وثقتها بنفسها؛ لتصبح ضعيفة، معتمدة عليه وحده، لدرجة لا تستطيع مغادرته أو الاستقلال بنفسها عنه.