يُجسد المهاجم الدولي السابق أحمد حسام ميدو (مواليد القاهرة العاصمة المصرية في 23 فبراير، 1983) ظاهرة خاصة في الكرة المصرية فهو أبرز أهم محترفيها منذ مطلع القرن الحالي لذلك يلقبه محبوه بـ"العالمي"وخاصةً مع البداية القوية والمبكرة له في رحلة إحترافية مثيرة وغنية.
فهو
ميدو يحمل قميض بارنسلي
عندما بدأ رحلته المكوكية في القارة العجوز بين كبار أنديتها في أقوى الدوريات الأوروبية وجلس أبرز نجوم العالم اليوم على البساط الأخضر كبدلاء له على الدكة ولكن عشرات الأزمات التي مر بها لأسباب منوعة كثيرًا ما انهت رحلته مع هذا النادي أو ذاك ومن هنا أطلق عليه منتقدوه "ميدو مشاكل"، والذي انتهى به المقام في انتقالات صيف 2012 إلى نادي "بارنسلي" والذي يُنافس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي ولم تطأ قدمه مع فريقه الجديد أرض الملعب حتى الآن بل ولم يجلس حتى على دكة بدلاء "بارنسلي" بعد.
دافع ميدو عن ألوان قائمة تضم 11 نادياً منها 5 أندية إنجليزية خلال 12 موسم كروي بمعدل 13 شهر تقريباً للنادي الواحد وإن كان قضى مع عدد من الأندية وقت أقصر من ذلك، أجرى خلال 12 عاماً في الملاعب 20 عملية انتقال بين الأندية التي لعب لها وشد في هذه الفترة الرحال بين 6 دول مختلفة منها 4 في أوروبا هي بلجيكا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا طبعاً بالإضافة للعب في بلده لنادي "الزمالك" المصري حيث بدايته والذي عاد لصفوفه خلال مسيرته بعد ذلك مرتين.
الكرة أعطت الكثير لميدو فمع الشهر جمع ثروة كبيرة من رحلته الإحترافيه وهو نفسه أقر بها في حوار له عبر الشاشة الفضية لأحد الفضائيات المصرية خلال واحدة من أزماته مع نادي "الزمالك" المصري وذلك بسبب تأخر مستحقاته وابتعاده عن الملعب في حينه حيث أكد اللاعب بأنه جمع من المال ما يجعله أغنى لاعب في مصر بل وفي العالم العربي دون مجال للمنافسة مع أقرب رقم بعده.
وهي القصة التي قد يدعمه تقرير لمجلة "فوربس" الأمريكية التي تهتم بشئون المال والاقتصاد في العالم نشرته في يونيو 2011 حول أغنى لاعبي كرة القدم في العالم احتل "حمد حسام ميدو" صدارة قائمة أغنى اللاعبين العرب بثروة قدرتها المجلة يومها بمبلغ 60 مليون دولار وكان "ميدو" وقتها لاعبًا في صفوف القلعة البيضاء المصرية.
سجل "ميدو" لكل الأندية التي لعب لها في الدوريات المحلية 71 هدفًا كان أكبر معدل تهديفي له في موسم واحد مع أياكس أمستردام الهولندي وسجل معه 12 هدف في الدوري الهوني الممتاز 2001/2002، وكان أياكس أيضًا أكثر فريق سجل له وهو يدافع عن ألوانه فهز شباك خصوم الفريق الهولندي 23 مرة.
وفي الكوؤس المحلية هدف وحيد كان بقيص فريق أياكس أمستردام الهولندي في بطول كأس هولندا وكان هدف افتتاح فوز فريقه بثلاثية بيضاء في شباك فينداموكان ذلك بتاريخ 11-11-2010، وأكتفي أيضًا بهدف فقط في في بطولات الكوؤس الدولية وهو هدفه مع نادي الزمالك المصري في بطولة دوري أبطال أفريقيا وكان هدف المباراة الوحيد أمام فريق "يانج أفريكانز" الجنوب أفريقي وكان ذلك بتاريخ 03-03-2012.
جدول يوضح أهداف أحمد حسام ميدو مع الأندية التي دافع عن ألوانها
2006
2007
2005
2006
2004
2005
2004
2005
2004
2005
2003
2004
2002
2003
2002
2003
2001
2002
2000
2001
الموسم
توتنهام
هوتسبر
توتنهام
هوتسبر
توتنهام
هوتسبر
روما
أولمبيك
مرسيليا
أولمبيك
مرسيليا
سيلتا
فيجو
أياكس
أياكس
جينت
الفريق
1
11
2
0
0
7
4
9
12
11
عدد الأهداف
2012
2013
2011
2012
2010
2011
2010
2011
2009
2010
2009
2010
2008
2009
2008
2009
2007
2008
2006
2007
الموسم
بارنسلي
الزمالك
الزمالك
أياكس
ويستهام
يونايتد
الزمالك
ويجانأثليتيك
ميدلسبروه
ميدلسبروه
توتنهام
هوتسبر
الفريق
?
2
0
2
0
1
2
4
2
1
عدد الأهداف
أما مع منتخب مصر فرصيده هدفين فقط كان الأول في بطولة كأس أمم أفريقيا 2002 في شباك منتخب زامبيا وفازت مصر يومها بهدفين لهدف وكان ذلك بتاريخ 31-01-2002، أما ثاني أهدافه مع المنتخب فكان في نفس البطولة ولكن نسخة 2006 وسجله في مرمى المنتخب الليبي في تاريخ 20-01-2006.
لم يحصل "أحمد حسام" سوى على بطاقة حمراء واحدة طوال مشاوره مع كل الأندية التي لعب لها وكان ذلك وهو في صفوف فريق "ميدلسبره" الإنجليزي أمام الأرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز والتي جرت أحداثها يوم 15-03-2008، أما رصيده من البطاقات الصفراء فهي 15 بطاقة.
بداية ميدو مع الكرة كانت في قطاع ناشئ قلعة "الزمالك" المصري وشارك مع الفريق الأول للأبيض وهو في الـ 17 من عمره في نهاية الموسم الكروي 1999/2000 وسجل له هدفين في شباك فريق "الألومنيوم" في الدوري المصري الممتاز.
تألقه خلال هذه الفترة القصيرة في صفوف القلعة البيضاء لفت عين خبيرة قادرة على التعرف على الموهبة من أميل كانت للسمسار البلجيكي "هنريوتي" الذي نجح في اقناعه بمغادرة قاهرة المعز إلى "بروكسل" العاصمة البلجيكية ليدافع عن ألوان نادي "جنت" كأول نادي.
ولعب ميدو للنادي البلجيكي 21 مباراة أحرز خلالها 11 هدفاً ليكون هدافاً للفريق وينهي الموسم معهم في المركز الـ 5 ويتأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي وتوج مجهود "ميدو" الاستثنائي بحصوله على أول جائزة في تاريخه الإحترافي وكانت أفضل لاعب صاعد في بلجيكا.
النادي الثاني في رحلة "ميدو" الإحترافية كان فريق "اياكس امستردام" الهولندي والذي انتقل لصفوفه في يونيه 2001 في صفقة قيمتها وصل حاجز 3 مليون جنيه استرليني جعلت منه أغلى لاعب مصري في عقد مدته 5 مواسم ساهم في إحراز "اياكس" للدوري والكأس لموسم 2001/2002 وسجل في شباك منافسيه 13 هدفًا.
إلا أن الصدام المتكرر بين اللاعب والمدير الفني للفريق الهولندي "كومان" والذي وصل بإيقافه مرتين واقصاءه في إحداها لصفوف فريق الشباب في "أياكس" بسبب انزعاج "ميدو" من اعتماد مدربه على "زلاتان إبراهيموفيتش" كمهاجم أساسي رغم تألقه انهى رحلته الهولندية سريعاً حيث قررت النادي إعاراته واستقر به المقام في "سلتا فيجو" الأسباني في موسم 2002-2003 أحراز له 3 أهداف.
ومع نهاية فترة الإعارة رفض تمديدها كما رفض العودة واستكمال عقده مع "اياكس" لينتقل إلى نادي جديد في دوري آخر ففاز بخدماته نادي "مرسيليا" الفرنسي بمبلغ13 مليون يورو ليكسر رقمه السابق ويحافظ على كونه أغلى لاعب مصري.
في فرنسا حافظ "العالمي" على تألقه اللافت وعشقه لهز شباك الخصوم وزاد من بريقه تواجه مع النجم الإيفوراي "دي دي دروجبا" وشكلا معاً ثنائياً نارياً ونجح "ميدو" في تسجيل 9 أهداف في الدوري الفرنسي و4 أهداف في الكأس.
كما سجل خلال مشاركته مع الفريق في دوري أبطال أوروبا هدفين في مرمى "ريال مدريد" الأسباني و"برتزان بلجراد" بهما اصبح اللاعب المصري رقم 2 بعد "حسام حسن" يسجل في دوري أبطال أوروبا.
ثم رحل عن "مارسيليا" إلى نادي "روما" الإيطالي وهناك عجز عن فرض نفسه على التشكيلة الأساسية لفريقه الجديد والذي يضم لاعبين في مركزه بقيمة "كسانو" و"توتى" فقضى معظم الوقت على دكه البدلاء الأمر الذي دفعه للرحيل.
وكانت هذه المرة رحلة في اتجاه بلاد الضباب وكانت بداية التجربة الإنجليزية والتي شملت 5 أندية معاراً لصفوف إلى نادي "توتنهام" لمده 18 شهر وتمكن من تسجيل هدفين في أول مباراة له في البريميرليج وانهى موسم 2005/2006 وفي رصيده 14 هدفًا كان لها دورها في عودة الفريق إلى الدورى الاوروبى بعد غياب 15 عامًا.
انتهت الإعارة للنادي اللندني وعاد "ميدو" مجدداً إلى "روما" لكنه لم يستطع الاستمرار هناك وتدخل "توتنهام" وأعاده إلى صفوفه مجدداً ولكنه اشتراه هذه المرة نزولاً عند رغبة "مارتن يول" المدير الفني للفريق.
ولكن العودة لم تكن موفقة هذه المرة فغادر بعد موسم واحد فقط إلى "ميدلسبراه" ثاني الأندية الإنجليزية له فاستعاد بريقه سريعاً وسجل بقميص البورو هدفين في أول مباراتان له معهم، في انتقالات الشتاء في الموسم التالي غادر الفريق على سبيل الإعارة لنادي "ويجان أتلتيك" مع مواطنه "عمرو زكي" وكالمعتاد سجل ميدو مع فريقه الجديد من أول مشاركة له.
علاقته المتوترة بـ "زكي" في "ويجان" ومشكلة الوزن الزائد التب يعاني منها وتراجع مردوده الفني والبدني والأهم هبوط البورو إلى دوري الدرجة الأولة الإنجليزي مهدت عودته إلى مصر عبر بوابة بيته "الزمالك" على سبيل الإعارة عام 2009 في صفقة بلغت قيمتها 4 ملايين جنيه لكنه عجز عن العطاء في ظل الأحوال الصعبة التي يمر بها الأبيض.
ومجددًا قرار بشد الرحال والوجهة إلى بلاد الضباب وهذه المرة في صفقة أثارت جدلاً واسعاً حيث انضم لصفوف فريق "ويستهام يونايتد" على سبيل الإعارة في يناير 2010 مقابل مرتب اسبوعي قدره 1000 جنيه استرليني وهو راتب أشارت الكثير من التقارير وقتها بأنه أقل من الراتب الأسبوعي الذي يحصل عليه "السباك" في الوقت الذي يحصل فيه البرتغالي "كريستانو رونالدو" نجم الريال ضعف راتب ميدو 225 مرة اسبوعيًا في الوقت الذي كان يتقاضى فيها في نفس التوقيت زميله السابق "زلاتان ابراهيموفيتش" ولاعب فريق "برشلونة" الأسباني 208 آلاف جنيه استرليني اسبوعيًا.
وفي صيف 2010 ظن الجميع بأن "أحمد حسام" بانضمامه لصفوف "أياكس" في انتقالات صيف موسم 2010 في صفقة انتقال حر بعدما انتهى تعاقده مع "ميدلسبره" عاد ليستعيد الأمجاد مع النادي في ظل قيادة مدربه السابق في "توتنهام" الإنجليزي "مارتن يول" وبالفعل كان عند حسن الظن به ومارس هوايته في التهديف فأحرز 3 أهداف في 6 مباريات.
لكن سوء التوفيق لازمه عندما قرر مدربه الاستقالة فاتخذ "ميدو" قراراً فاجئ الجميع بالرحيل عن الفريق في يناير 2011 ليعود في كلاكيت ثاني مرة لمصر من بوابة "الزمالك" في تجربة شهدت الكثير من الصدمات والأزمات الإدارية التي تُثقل كاهل الأبيض والأزمات الفنية خاصةً بعد رحيل "حسام حسن" عن قيادة الفريق فنياً وتولى "حسن شحاته" المسئولية خلفاً له والجميع يعلم بحالة التوتر التي تشهدها علاقة "العالمي" و"المعلم" على خلفية صدامهم السابق عندما كان الأخير مديراً فنيا لمنتخب مصر الأول في كأس أمم أفريقيا 2006 ثم توقف النشاط في مصر مطلع فبراير من العام الجاري بعد مجزرة استاد بورسعيد.
في النهاية كان لا بد من الرحيل والوجهة كانت نحو انجلترا في مشهد يتكرر ولكن الوجهة هذه المرة إلى نادي "بارنسلي" في دوري الدرجة الثانية بعدما فسخت إدارة "الزمالك" تعاقده مع "ميدو" بناءً على رغبة المعلم، خيارات ميدو كانت محدودة فهو لم يقدم الكثير في الفترة الأخيرة ويعاني مشكلة لا يمكن إغفالها وهي وزن زائد قد يكون سببه ابتعاده عن أرضية الميدان كما يظل يردد بين الحين والآخر في وسائل الإعلام، ولكن سوء التوفيق لحق به هناك وتعرض لإصابة تُبعده عن الملاعب لما يقرب من الشهر من المفترض أن يكون انتهى لكن حتى الآن لم يظهر ميدو حتى على دكة بدلاء فريقه الجديد.