هل شعرت بالغيرة على شخص ما فى حياتك إذا شعرت؟ بالغيرة فإذا أنت تحبينه، فالغيرة هى المؤشر الحقيقى للحب، ولكن لابد أن تفكرى هل هذه الغيرة تحقق لك السعادة أم أنها تخلق لك الكثير من المشاكل وتجعلك غير سعيدة مع الشخص الذى تحبينه، فإذا كان الوضع كذلك فأنت تعانى من الغيرة المرضية التى غيرت حياتك وأصبحت امرأة حزينة وقلقة على الرغم من حبك الشديد له؟
يقول الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة، الغيرة شىء مستحب بين المحبين ويساعد على التهاب المشاعر واستمرار الحياة، وخاصة أن الغيرة على الطرف الآخر تعطى انطباع له بمدى المحبة والمعزة، التى يكنها له الطرف الآخر إلا أنه فى بعض الحالات تصبح الغيرة شديدة جدا وتصل إلى الشك فى السلوك والشك فى التصرفات البسيطة العادية فى الحياة اليومية دون أى مبرر يفسر هذه الشكوك، حتى أن هذه الغيرة تصبح مثل القيد الذى يخنق الطرف الآخر، وقد تؤدى به إلى طلب الانفصال بالرغم من مدى حبهم لبعض وقد تكون الغيرة المرضية إحدى مرضين نفسيين الأول وهو الغيرة المرضية، ويكون فيها الطرف الذى يغير على الطرف الآخر يدرك أن هذه الغيرة زائدة عن اللزوم، ويعلم أنه ليس لها أى مبرر ولكنه لا يستطيع محو هذه الأفكار من رأسة وعند محاولة مقاومة هذه الأفكار يشعر بتوتر شديد وقلق بالغ.
أما النوع الآخر فتكون الغيرة نوع من أنواع الاضطرابات الذهانية ويسمى بالاضطراب الضلالى، وفيه يكون الطرف الذى يغير مقتنع تماما بأن الغيرة طبيعية، وأن سلوك الزوجة أو الزوج غير سليم بالرغم منه لا توجد أدلة يمكن فيها تبرير هذا الشك، كما لا يمكن إقناع هذا المريض بعدم صحة الأفكار لديه.
ويتمثل العلاج فى الحالة الأولى بالعلاج الدوائى بمضادات الاكتئاب، وخاصة التى تعمل على الأفكار الوسواسية، أما الحالة الثانية يكون العلاج الرئيسى بمضادات الذهان، مع العلاج النفسى السلوكى المعرفى لتغيير المفاهيم والمعتقدات الخاطئة المقتنع بها المريض.
وهناك فرق بين الغيرة العادية والغيرة المرضية، حيث إن الأولى تدفع الشخص على مزيد من الحب وتكون مبررة ببعض السلوكيات الملائمة لمقدار الغيرة، أما الغيرة المرضية فتكون الغيرة شديدة وغير مبررة لأى سلوكيات تحدث من الطرف الآخر.