حين تنجبين طفلك، تأخذ ممرّضة التوليد عيّنة من دمه الموجود في الحبل السرّي للتأكّد من نوع العامل الرّيصي (الريسوس) الذي يحمله طفلك، أهو إيجابي أم سلبي. وإذا كان العامل الرّيصي (الريسوس) وفصيلة الدم لدى طفلك إيجابيين، ستضطرين لأخذ حقنة المضاد دي والتي تعتبر ضروريّة فقط في حال كانت الأم تحمل العامل الرّيصي (الريسوس) السلبي بينما يحمل طفلها العامل الرّيصي (الريسوس) الإيجابي، تجنّباً للخطر الضئيل بأن يمتزج دمهما، ما يدفع جسم الأم إلى إنتاج الأجسام المضادة. وقد تسبّب هذه الأجسام مضاعفات للأطفال الذين يحملون العامل الرّيصي (الريسوس) الإيجابي.
يختلط دم الأم بدم الجنين خلال إحدى مراحل الحمل. قد يحدث هذا الأمر من دون سبب وربما ينشأ بسبب نزيف طفيف في المشيمة (يبدأ بعد الأسبوع 12 من الحمل). إذا كانت الأم والجنين يحملان نفس العامل الرّيصي (الريسوس) سلبياً كان أم إيجابياً، فلن يشكّل هذا الأمر أي مشكلة. لكن إذا كان العامل الرّيصي (الريسوس) لدى الأم سلبياً وتحمل طفلاً بعامل ريصي (ريسوس) إيجابي، فقد يتعامل جهازها المناعي مع فئة دم طفلها كأنّه "جسم دخيل" فينتج الأجسام المضادة للتخلص منه.
عندما يتم إنتاج هذه الأجسام المضادة يصعب التخلّص منها، وحين تحمل الأم مرةً أخرى سيؤدي ذلك إلى تدمير خلايا الدم الحمراء عند الجنين مسبّباً فقر الدم واليرقان أو مشاكل في القلب والكبد. وسيكون نقل الدم إلى الطفل قبل الولادة وبعدها حاجةً ماسةً في الحالات الحادّة. يمكن تجنّب هذه المضاعفات عبر إعطاء الأم التي تحمل العامل الرّيصي (الريسوس) السلبي حقنة المضاد دي بعد أي نزيف ومرةً أخرى بعد ولادة كل طفل يحمل العامل الريصي (الريسوس) الإيجابي، وهذا يُعرف بعلاج المضاد دي الوقائي.
ويتم عادةً إعطاء حقنة المضاد دي بين الأسبوعين 28 و 34 للحوامل اللواتي يحملن العامل الرّيصي (الريسوس) السلبي لمنع إنتاج الأجسام المضادة بعد النزيف الذي غالباً ما يكون طفيفاً ويحدث في 1 إلى 2 في المئة من حالات الحمل.
يتم تصنيع مضادات دي من بلازما دم الإنسان. وككلّ المنتجات المتعلّقة بالدم، يوجد احتمال طفيف بانتقال الفيروسات من المتبرع إلى المرأة. بالطبع، يخضع تصنيع مضادات دي إلى رقابة دقيقة ومحكمة. ويتم فحص جميع المتبرعين للتحقّق من عدم إصابتهم بالتهاب الكبد الفيروسي "ب" أو "سي"، وفيروس الإيدز ويتم استيراد الدم فقط من الدول ـ الولايات المتحدة عامةً ـ الخالية من مرض كروزفيلد جاكوب المعروف باسم "سي جاي دي" المتنوع (وهو خلل عصبي يصيب الدماغ). ويُقدّر خطر الإصابة بالفيروس من خلال حقنة المضاد دي بحوالي واحد في عشرة ملايين جرعة.
قد يؤدي المضاد دي أحياناً إلى ردّة فعل أو حساسيّة تظهر في موقع إجراء الحقنة عند الأم، لكنّ هذا الأمر نادر الحدوث. لذا، ينصح الأخصّائيون الأم بالبقاء في المستشفى أو عيادة الطبيب لعشرين دقيقة بعد أخذ الحقنة.
لا يستطيع المضاد دي أن يؤذي طفلك وينصح الأخصائيون بأخذ الحقنة بين الأسبوعين 28 و 34 من الحمل. لكن إذا قرّرت خلاف ذلك، يمكنك أيضاً أخذ الحقنة إذا عانيت من النزيف في الأسابيع اللاحقة من الحمل ومرة أخرى عند الولادة إذا كان طفلك يحمل العامل الرّيصي (الريسوس) الإيجابي. ربما ترفضين حقنة المضاد دي في الحالات التالية:
•إذا أردتِ الخضوع لعمليّة تعقيم أو إذا كنتِ متأكّدة من أنّك لا تريدين إنجاب المزيد من الأطفال.