لست
أذكر أين قرأت هذه العبارة : « أحبك حبا أعمق من المحيط » ، ففكرت فيك ،
وفي حبي لك ... فوجدته أكبر من هذه العبارة ، وأعظم من هذا الوصف ؛ فأنا
أحبك حبا هو المحيط كله ، بسطحه ، وعمقه ، ومائه ، ويُبْسه ، حتى و إن
فرقته عصا موسى ، لا لينقص من حبي لك قطرة واحدة ، بل ليغرق - بعد نجاتنا
في أرض اللقاء – كل فتيات العالم .. فأنت عندما تغيبين تحضرين في كل فتاة
أراها .. وعندما تحضرين تغيب كل فتاة أراها . ولو أن النساء ببلدة ، وأنت
في أخرى ، لاتبعتك هائما ، كما قال شاعر قديم .
وأستمع
إلى صوت فؤادي ، فيردد اسمك حرفا ، حرفا ؛ فيرتوي فؤادي قطرة ، قطرة ،
ويخصب خيالي فكرة ، فكرة ، وأتجرد من هذا العالم ، لأرتقي بجسدي وروحي إلى
عالم آخر ؛ تتحقق فيه جميع أحلامي ، وآمالي ؛ وتتلاشى كوابيسي وآلامي .
وأراك فيه أميرة تحييني نظرتها ، وتنعشني بسمتها ، فأصير بطلا يشهر سيفه في
وجه هذا الزمن الموحش ؛ الذي لا يحمل إلينا سوى الحزن ، واليأس ، والألم
.. وأصوب سهامي إلى هذا العمر القذر؛ الذي يغتصب من أيامنا كل لحظات الأمن ،
والسعادة ، والهناء ...
وفجأة
.. ودون أن أدري ، يسقط مني سيفي ، وتطيش سهامي ، فأجد نفسي في قبضة الزمن
، يعصر ضلوعي ، ويدق عظامي .. وأجد حياتي بين مخالب العمر ، يقص أيامي ، و
يغتال سعادتي ...
وأعود .. وأعيد قراءة العبارة الأولى .. وأفكر فيك من جديد ، وفي حبي لك للمرة الثانية ، فأجد نفسي أغرق .. أغرق .. أغرق ...
فإذا كنت تسمعين صوتي القادم من أعماق ذلك المحيط ، فأخرجيني منه وأنقذيني .