افتتحت 'دار الأوبرا المصرية القديمة' في الأول من نوفمبر 1869، وكان حقا افتتاحا مبهرًا حضرته الإمبراطورة 'أوجيني' زوجة الإمبراطور 'نابليون الثالث'، والإمبراطور 'فرانسوا جوزيف' عاهل النمسا، وولي عهد بروسيا، وأقطاب الفكر والفن الأوروبي، واستمر 'تياترو الأوبرا' منارة للفنون الرفيعة لقرن من الزمان.
ارتفعت الدار لثلاثة طوابق، وكانت واحدة من أوسع المسارح العالمية فخامة وتجهيزًا، واتسع المسرح لـ850 متفرج، وشملت أيضًا 'ورشة' لإنتاج الملابس والديكورات والمناظر، وتوالى على رئاستها عدد من فناني العالم أولهم 'اليوناني بافلوس'، وتوقفت أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان 'منصور غانم' أول مصري يترأسها، كما كان الفنان 'سليمان نجيب بك' أحد رؤسائها في الفترة من 1938 وحتى 1954، وأخر من تولى إدارتها هو 'صالح عبدون'.
في صباح 28 أكتوبر 1971، استيقظت القاهرة على كارثة 'حريق دار الأوبرا'، ورغم وقوعها أمام مبنى 'المطافئ' بميدان العتبة، إلا أن الإهمال و'خراطيم المياه المقطوعة'، فضلًا عن 'المبنى الخشبي' كلها عوامل زادت من ضخامة الكارثة، وأجهز الحريق على الملابس والديكور والإكسسوارات والنوتات الموسيقية، وأيضًا التحف واللوحات النادرة المهداة من ملوك وأمراء أوروبا.
ظل 'ميدان الأوبرا' بحي الأزبكية محتفظا باسمه بين الناس حتى اليوم، وكان اسمه وقت بنائها 'ميدان التياترو'، وتحول إلى 'ميدان إبراهيم باشا' بعد وضع تمثال إبراهيم باشا الشهير بـ'أبو إصبع'، وعام 1954 أصبح اسمه 'ميدان الأوبرا'، لكن مصر بعد الحريق ظلت لعقدين من الزمان دون 'أوبرا'، حتى عام 1988، حين تم بناء 'دار الأوبرا المصرية' الجديدة بأرض الجزيرة، بمنحة يابانية