شرّع الله سنة 'الأضحية' لحكم عظيمة، منها التأسي بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، والفرح بالعيد، والتوسعة على الناس فيه، ومشابهة الحجيج في بعض مناسكهم، وهي شعيرة يؤديها 'الحجاج' أيضا بعد فراغهم من الوقوف بعرفات ثم نفرتهم لصعيد 'المزدلفة'.
إلا أنه لسنوات طوال ظلت أضاحي الحجاج لا تجد الطريق الأمثل للاستفادة بها، بل أنها أحيانا كانت تفسد من كثرتها وقلة طرق حفظها وتوصيلها للفقراء، إلى أن خرجت فكرة 'صك الأضحية' في المملكة العربية السعودية تيسيرا على حجاج بيت الله، وضمانا لعدم إهدار الأضاحي وتوصيلها لمستحقيها، ومن ثم انتشرت فكرة 'الصك' في عدد من الدول الإسلامية ومنها مصر .
ويقوم 'البنك الإسلامي للتنمية' المشرف على فكرة صك أضحية الحجيج بتنفيذ برنامج 'الاستفادة من الهدي والأضاحي'، وتوزيعها بعد أيام التشريق على فقراء مكة، وما يفيض يوزع على الجمعيات الخيرية في المملكة، إضافة إلى توزيع لحوم الأضاحي على أكثر من 27 دولة إسلامية وفقا لجدول وبرامج محددة لذلك.
وكانت 'أضاحي الحجاج' إضافة إلى 'صكوك أضاحي' المسلمين في دول كثيرة سببا في نجدة 'الصومال' من مجاعتها العام الماضي، وهو ما اتبعته 'تركيا' هذا العام؛ حيث أعلن مكتب منظمة 'أطباء حول العالم' في تركيا، عن تنظيم حملة لتوزيع لحوم الأضاحي في 50 منطقة متضررة من المجاعة والجفاف في أربع دول أفريقية منها 'الصومال وكينيا والكونغو'.