حمو' يحب أن يأتي إلى 'الوكالة'، أكثر من ثلاث مرات، وهى الحد الأقصى الذي يصحب فيها والده في الأسبوع الواحد، لينقطع الأسبوع التالي عن الذهاب، لكنه إن شاء ذهب كل يوم لكن الدراسة وحرص والده عليها هو ما يمنعه.
تراه جالساً بين كبار التجار مستمعاً لحديثهم في هدوء يساعد هذا ويحمل عن هذا بقدر ما تتيح له طاقة جسده الصغير؛ يمكنك أن تعتبره 'بلية' أو صبي الجزار، فبمجرد أن يسمع نداء 'كركر' أو 'حمو' يسرع مستجيباً بغض النظر عن المهمة التي سيكلف بها.
والتي لا تتعدى في الغالب عن ' بأكل الخرفان والعجول وبشربهم وبقعد جنبهم أحرسهم'، وفي أيام العيد وقت الذبح يساعد والده الجزار بإعطائه سكين ثم مشاهدته لا أكثر، فهو لا يمسك الخروف رغم رغبته في ذلك التي تراها في حديثه 'عشان بابا بيخاف عليا لأحسن حاجة تجري مني ' .
ويؤكد لك مع ابتسامته أنه لا يخشى أي من 'الخرفان' أو 'العجول' التي يحبها أكثر من الأولى رغم تفاوت حجمها بالنسبة له، ولا يجد لذلك مبرر سوى الابتسامة وترديد تلك الكلمات بثقة ' كل حاجة وليها فايدتها برضو'.
'حمو' الطالب بالصف السادس الابتدائي لا يغفل دراسته رغم حبه وذهابه 'للوكالة'، والذي لا يشاركه فيه سوى حبه لمادة العلوم التي يدرسها إلى جانب اللغة العربية والإنجليزية وغيرها من المواد.
'نفسي أطلع دكتور'.. هذا حلم وأمنية 'حمو' التي تصاحبه حتى وقت وجوده في 'بين الوكايل'، وإن كان لا يهتم بالتخصص بقدر أن ' المهم أدخل الكلية بس الأول ' .
الحد الأقصى ,فرصة كبيرة,العيد ,الابتسامة,الخروف,الجزار,الوكالة,الدراسة,دكتور,التجار,العجول